لم تكن العائلات التبسية في الماضي تستغني عن وجبة الكسكسي بالحليب أو التمر والمسفوف في موعد السحور الذي يؤمن الجميع ببركته الصحية والدينية في أداء فريضة الصيام، غير أن هذه العادة لم يعد لها وجود في السنوات الأخيرة. يروي عمي إبراهيم 83 سنة، أن المجتمع التبسي كان محافظا إلى درجة كبيرة على موعد وجبة السحور، حيث يخلد الصائمون إلى النوم بعد صلاة التراويح وتبادل الزيارات للاستيقاظ قبل موعد الإمساك، فتجتمع العائلة على طبق الكسكسي بالحليب الرائب أو اللبن. لكن في السنوات الأخيرة تغيرت هذه العادات، فالكثيرون، خاصة الشباب، يفضّلون تناول سحورهم في السهرة، وتكون وجبتهم مكونة من الأطباق التي تناولوها على مائدة الافطار أو الحلويات التقليدية والمسفوف المحضّر بالشامية والتمر واللبن. كما برزت ظاهرة جديدة وهي السمر إلى ساعات متأخرة في الشوارع وتناول أطباق الشواء على قارعة الطريق بالرغم من عدم صحية عرض اللحوم وجهل مصدرها، حيث ترتفع بعاصمة الولاية تبسة ومدنها الكبرى في أيام شهر رمضان الكريم، ظاهرة طاولات الشواء والكل يتفنّن في تحضير الوجبات السريعة التي بدأت تزحف وسط العائلات التبسية. وبعيدا عن المدينة، فإن العائلات في المناطق الريفية ولو بنسبة جزئية لازالت حريصة على تناول أطباق الكسكسي بالزبيب والحليب أو اللبن.