تحتوي الجزائر على العديد من المنشآت الدينية المهمة، والتي تم بنائها من قبل العثمانيين، حيث انتشرت العمائر العثمانية في جميع أنحاء الجزائر ومنها في مدينة معسكر التي تعددت وتنوعت المعالم العثمانية فيها، ومن هذه المعالم مسجد مصطفى بن التهامي أو مسجد الجامع الكبير بمعسكر، والذي يعد واحد من المساجد التي بنيت في مدينة معسكر، حيث يتميز بتصميمه المعماري الرائع وتاريخه الكبير. يمثل مسجد مصطفى بن التهامي معلماً أثريا ودينياً مهما جداً لمدينة المعسكر، حيث تم الحفاظ عليه في شتى الطرق والوسائل للحفاظ على جماله المعماري وقيمته التاريخية الأثرية، يقع مسجد مصطفى بن التهامي في قلب مدينة معسكر، وقد تم إنشائه من قبل الباي عثمان وقد تم ذلك في سنة 1747 ميلادي. وقد قام الباي عثمان ببناء قبة مميزة لهذا الجامع ودار ملاصقة به، وقد سميت قبة هذا المسجد بقبة سيدي عبد القادر الجيلاني، كما يضم هذا المسجد الجامع ثلاثة قبور مدفون فيها الباي عثمان وأبوه، كما تم دفن الباي إبراهيم الملياني، وقد استمرت في هذا المسجد عمليات التوسيع والتطوير والترميم، حيث تم في عام 1965 ميلادي عملية توسعة للمسجد تم من خلالها إضافة مساحة تعادل ثلث مساحته الأصلية. ويتميز مسجد مصطفى بن التهامي بجمال عمارته التي جعلته يتميز عن باقي مساجد معسكر، ودفعت أهل المنطقة بالحفاظ عليه لاستمرار هذا الجمال، حيث يتخذ المسجد شكلاً مستطيلاً غير منتظم وقد أصبح كذلك بعد الزيادة التي تمت في عام 1965 ميلادي، حيث أن تخطيط المسجد الأصلي مربع الشكل تتوزع عليه العقود بشكل عمودي وأفقي، وبذلك كان هناك ستة بلاطات توازي الجدار القبلي وعشرة بلاطات عمودية عليها. إلى جانب ذلك فقد كانت أعمدة هذا المسجد أسطوانية الشكل مصفوفة بشكل مزدوج بلغ عددها ما يقارب 56 عموداً، وكل من هذه الاعمدة يحمل عقوداً منكسرة، كما يتميز هذا المسجد بمحرابه السداسي الأضلاع يتم دعمه عن طريق عامودين أسطوانيين يحملان عقداّ على شكل حذوة فرس، كما أن سقف هذا المسجد مغطى بالخشب من الناحية الداخلية أما من الخارج فقد تمت تغطيته بالقرميد.