حافظت قسنطينة على ملامحها الإسلامية وعناصرها المعمارية المشكلة لها، وأهم معالم المدينة المسجد والسوق ودار الحاكم. تنتشر إلى جانب الجامع الكبير عدد من الدكاكين ومحلات التجارة تقوم على ساحات جميلة ومنظمة تمارس فيها أنواع الحرف والبضائع ومنها الصاغة والعطارون والدباغون. وتركزت دور الدبغ وورشات صناعة الجلد والنسيج في جنوب غرب المدينة، ونجد صناعة الأواني الفخارية وما شابهها من الصناعات كانت بالقرب من السور من الداخل أو الخارج. حمام سوق الغزل تتميز مدينة قسنطينة أو سيرتا الاسم القديم بالحمامات التقليدية الجماعية، فلا يكاد يخلو شارع واحد من أزقتها القديمة من هذه الحمامات. يقدر عددها الإجمالي ب20حماما، منها حمام دقوج، حمام بولبزايم، بن حاج مصطفى، بن شريف، أولاد سيدي الشيخ، بن نعمان ،سيدي راشد ،بن جلول،لعويسات،بوقفة،حمام بلبجاوي، أغلبها حمامات تعود ملكيتها لأعيان المدينة وكبريات العائلات. ومن أشهر ما نزخر به قسنطينة الحمامات القديمة حمام سوق الغزل الذي يقال عنه بأنه حمام الباي وحاشيته يعود للفترة العثمانية، يمتزج فيه الطابع التركي بالعمارة الموريسكية. يقع شرق الجامع، يتكون من كتلتين معماريتين رئيسيتين الأولى هي الحمام بحد ذاته والثانية هي ملحقات الحمام من سكن القائمين على الحمام وصهريج الماء والفرن، حسب ما يؤكده الباحث محمد حمو من قسم علم الآثار بجامعة تلمسان في دراسة له نشرت في مجلة القرطاس. ويوضح أن أول عنصر معماري هو المدخل والذي يقع في الجهة الغربية،بابه من خشب ورغم قدمه لا يظهر عليه أنه يعود إلى الفترة التي بني فيها الحمام. وهناك ما يسمى بالسقيفة، وهي مكان مخصص للاستراحة، والانتظار،وبها مصطبة للجلوس تمتد من الجهة المقابلة للباب إلى المدخل، ويوجد في جدران السقيفة شبه المداخل المصمتة تعلو المصطبة وعددها ثلاثة،وقد غطيت الأرضية ببلاطات، وجدران السقيفة سميكة. تقع الغرفة الباردة عبر مدخل على يمين السقيفة في أقصاها، لها بوابة خشبية يقابلها مكان مخصص للمسؤول عن الحمام، يرتفع عن الأرض بدرجتين وهو نفس المستوى مع المصطبة المخصصة لاستراحة المستحمين. تعلو هذه المصطبة التي تمتد على كامل الغرفة بحوالي 50سم، أين تتوزع فوقها الفراش للاسترخاء. تتوسط هذه الغرفة مساحة مربعة يفصلها عن المصطبة المذكورة ثلاثة أعمدة دائرية في كل جهة وتستمر هذه الأعمدة في الارتفاع إلى الطابق المخصص للنوم، وهو يعلو المصطبة مباشرة. ينفصل عنها بسقف خشبي وتوجد فوق هذه الأعمدة في الأعلى قبة مضلعة تغطي المساحة المربعة للغرفة المذكورة، وأرضية الغرفة مبطنة بالرخام يظهر أنه أصلي وبلطت في جوانبها وأعلاها ببلاطات خزفية متنوعة حديثة، بحسب ما أوضحته الدراسة. وتجد على يسار الداخل للغرفة الباردة، مدخلا يؤدي إلى الغرفة الدافئة،وهي بدون بوابة يعلوها على يمين هذا المدخل نجد درج صاعد إلى الطابق الأول بثماني درجات، وهو يمتد فوق المصطبة السفلى المخصصة للاستراحة. يتقدم هذا الفراغ امتداد للأعمدة السفلية ونجد ثلاثة منها في كل جهة،وتعلوها أقواس، وتتصل هذه الأعمدة مع بعضها بحاجز خشبي و أرضية المكان من الخشب. ويصف الباحث الغرفة الدافئة بأنها تمتد بشكل طولي، نجد بها صهريجين للماء البارد ملصقتين بالحائط المقابل،أحدهما نصف أسطواني ويصب في آخر مستطيل، أرضية هذه الغرفة نصفها من الرخام والباقي بلاطات حديثة. سقفها عبارة عن قبو نصف أسطواني يمتد على طول هذه الغرفة. وتوجد بها فتحات اسطوانية وثلاثة أخرى مستطيلة الشكل للإضاءة والتهوية وهي مغطاة بزجاج شفاف. على يسار هذه الغرفة يوجد مدخل يؤدي إلى الغرفة الساخنة، وهي غرفة مستطيلة فصل جزء منها، حيث أصبح يشبه غرفة مستطيلة تقع على يمين الداخل للغرفة الساخنة، وهي ترتفع قليلا عن مستوى أرضية الغرفة الساخنة تسمى قاعة العروسة. الدخول إلى هذه القاعة يكون عبر مدخلين كبيرين يعلو كل منهما عقد نصف دائري كبير، وقد بلطت أرضيتها بالرخام، والسقف غطي بقبو نصف اسطواني به فتحات الإضاءة والتهوية كالتي في الغرفة الدافئة، والجزء المتبقي من هذه الغرفة وهو الجزء الكبير أصبح على شكل قاعة مربعة تتوسطها أربعة أعمدة، تتصل هذه الأعمدة مع بعضها في أسفلها بواسطة مصطبة يصل ارتفاعها إلى حوالي 50سم، يتمدد عليها المستحمون للتعرق، ويعلو هذه الأعمدة أقواس نصف دائرية تستمر طولا إلى الجدار، وقد فرضت هذه الأعمدة على المعماري تسقيف هذه الغرفة بواسطة ثلاثة أقبية نصف اسطوانية تتوسطها فتحات الإضاءة والتهوية تشبه التي في قاعة العروس وتلك التي تعلو الغرفة الدافئة. في أقصى هذه القاعة ومقابل للركن الأيمن لباب المدخل، نجد حوضا صغيرا مدمجا في أسفل الحائط يغرف منه الماء من فتحة مستطيلة،يعلوها قوس نصف دائري يصب فيه الماء الساخن الآتي من قدر مخصص لتسخين الماء في الفرن. وعلى يسار هذا الحوض، نجد صهريجا كبيرا به الماء البارد يصل ارتفاعه إلى حوالي 1.50م، وتبليط الأرضية بالرخام. وقد يصل سمك جدار الحمام إلى حوالي 80 سم. الفرن يقع الفرن خلف الحمام له مدخل بجوار المدخل الرئيسي للحمام، نجد مساحة كبيرة حوالي 120متر مربع خصص جزء منها كغرف لسكن المدلكين، وهي تقع على يمين الداخل يصعد إليه بدرج بثمانية درجات ثم نجد غرفة الفرن عرض مدخلها 1.10م. ننزل إليها بعشر درجات، وهي غرفة مستطيلة طولها 6.25م وعرضها 3م، ومدخلها حديث والمدخل الأصلي هو عبارة عن فتحة في جدار الفرن، كان ينزل منه بسلم حديدي مدمج في الجدار، ومنه تلقى الأخشاب في الفرن. يوجد مكان إشعال النار الحالي داخل غرفة الفرن في الركن الأيمن المقابل للمدخل، وهو مدمج في الجدار عرضه 1.05م وعلوه 2.20م، وهو الآن مغطى بصفائح من الحديد. نجد مدخل آخر مقابل للمدخل الرئيسي بعد مكان الفرن، أو الفرناق، يؤدي إلى شبه غرفة دون تسقيف، نجد على يمين الداخل صهريج الماء. يظهر أنه أصلي وهو الذي يمد الحمام بالماء، ومنه ما يصرف إلى القدر للتسخين، ومنه ما يسيل مباشرة في الأحواض الداخلية الموجودة في كل من الغرفتين الدافئة والساخنة، طول هذا الصهريج 3م وعرضه 3م. المعالم السياحية للمدينة في المقابل، تزخر قسنطينة بمعالم سياحية وأثرية منها قصر أحمد باي،وهو القصر الحضري الوحيد الذي بُني على 3 حدائق، يشبه في نمط بنائه المنازل المغربية المعاصرة، وهو يحتوي على الغزلان والطيور النادرة. الجسور المعلقة السبعة، مثل جسر باب القنطرة وهو أقدم الجسور،وجسر سيدي راشد وهو أعلى جسر حجري، وجسر الشطان، وجسر سيدي مسيد، وهو أعلى جسر في المدينة، وجسر الشلالات، وجسر ملاح، وجسر مجاز الغنم. ونجد المساجد القديمة، نذكر منها المسجد الجامع الكبير الذي بني في عهد الدولة الزيرية في1136، ومسجد الأمير عبد القادر على نمط الحضارة الأندلسية، وجامع سوق الغزل في 1730، وجامع سيدي الأخضر في 1743، وجامع سيدي الكتاني في 1776. وفيما يخص كهوف ما قبل التاريخ، نجد كهف الدببة وكهف الأروي، وضريح ماسينسيسا، وهو ملك نوميديا الذي أسس مملكته واتخذ قسنطينة آنذاك عاصمة لمملكته. منتجع صالح باي، للراحة والاستجمام، يقع على بعد 8كم إلى الشمال الغربي من المدينة، وينسب إلى الملك صالح باي الذي بناه لأسرته في القرن الثامن عشر. مدينة تيديس أو مدينة الأقواس، تنتهي هذه المدينة في جبل مختفي، كان الأهالي في العهد الروماني يتوجهون إليها للتعبد. الأبواب القديمة، تغلق في المساء بعد أن تؤدي وظيفتها التحصينية العسكرية، نذكر منها باب القنطرة، باب الحنانشة، وباب سيرتا وغيرها لكن الاستعمار الفرنسي نزعها.