تتفنن العائلات المستغانمية في تحضير أنواع معينة من المأكولات والمشروبات التقليدية طيلة أيام سيد أشهر السنة الهجرية، بالرغم من تنوع وتعدد الأطباق العصرية إلا أنها لم تستطع زحزحة بعض الأطباق العريقة المتربعة على عرش مائدة الإفطار الرمضاني. لعلّ شربة "المقطفة" من أشهر الأطباق التقليدية التي تغزو موائد العائلات المستغانمية في شهر الصيام، فهي شوربة خاصة يتطلب إعدادها عدة ساعات، يدخل في تركيبتها الدقيق والماء والملح، تعجن جيدا إلى ان تصبح لينة ثم تفرد على شكل خيوط رقيقة، ويقطع كل خيط الى قطع صغيرة تبرم بالأصابع بين السبابة والابهام، قبل أن توضع في الهواء لتجف، يتم إعدادها قبيل قدوم رمضان بأيام حتى تبقى طازجة ومحافظة على قوامها وتقدم ساخنة وقت الإفطار. ويرافق شربة "مقطفة"، التي تنتشر رائحتها النفاذة في الأزقة خلال إعدادها ساعات قبيل الإفطار، قطعة ليمون والبوراك وطبق الكارنتيكا، وغيرها من الاطباق العصرية التي تعكف الأمهات على إعدادها. إلى جانب الأطباق التقليدية دأبت العائلات المستغانمية على إعداد بعض المشروبات التقليدية التي تقدم عند الإفطار أو السحور وهي مقاومة العطش والجوع من بينها "الشاربات" و«المحمضة". وتعتبر الشاربات من المشروبات الجزائرية المعروفة والتي تتزين بها موائد الإفطار خلال شهر رمضان المبارك، ولا تزال العائلات المستغانمية تحافظ على مكانته طيلة الشهر الكريم إما بتحضيره في البيت أو اقتناءه من المحلات، فإن كانت شوربة "المقطفة" سيدة الأطباق و«الزلابية" سيدة الحلويات" فإن مشروب "الشاربات قد تسلط على عرش المشروب الأكثر طلبا في شهر رمضان وبالتالي يكون أمير المشروبات بامتياز. وبالنسبة لمشروب المحمضة يتم تحضيره بمجموعة من الأعشاب والتوابل يتم تجفيفها ثم طحنها وهي عبارة عن مكونات من الحلبة والنوخة والسكنجبير والزعتر والكروية والكمون وتضاف إليها الروينة، حيث توضع ملعقة من كل مكوّن في لتر من الماء وتترك في الثلاجة لتبرد وتقدم مع الفطور أو السحور، إلا أن المشروب أضحى يوشك على الاختفاء من على الموائد الرمضانية للعائلات المستغانمية.