خصّت حدائق ولاية معسكر، والمرافق الترفيهية بعاصمة الولاية، بعناية مطلقة من السلطات المحلية، تحضيرا لموسم الاصطياف، بعد سنوات من الإهمال الذي طال معظم الفضاءات العامة. تعتزم السلطات المحلية لولاية معسكر، افتتاح المسبح البلدي الذي يتوسّط حديقة باستور، في الفاتح جوان المقبل، احتفالا بعيد الطفولة وحلول موسم الاصطياف، بعد أن صدّت أبوابه أمام المواطنين في سنوات التسعينات، حيث تحوّل المرفق الترفيهي إلى أطلال، وتحولت بالنتيجة - الحديقة التي تتوسطها-إلى ملاذ للمنحرفين والمتشردين، ومكّب للنفايات، على الرغم من اعتبارها رئة مدينة معسكر ومتنفسها الوحيد. وتفطنت السلطات المحلية، إلى إعادة تهيئة المسبح البلدي بحديقة باستور، وتعزيزه بمرافق خدماتية تمكّن من استعادة نبض هذا المرفق الترفيهي، وبالتالي إعمار حديقة باستور التي تتربع على مساحة 14 هكتارا من الغطاء الغابي والنباتي المتنوع، الذي يتميز بخاصية امتصاص الضجيج، فضلا عن طبيعتها الخلابة التي يخترقها مجرى لمنبع مائي طبيعي، حيث كلّفت السلطات العمومية، مصالح بلدية معسكر ومؤسسة النظافة، بمهمة تهيئة هذا المرفق الترفيهي الواقع بقلب مدينة معسكر. وتدخلت فرق عمال النظافة التابعة للمؤسسة العمومية لتسيير النفايات المنزلية، من أجل تهيئة المسبح البلدي، تحسبا لافتتاحه في شهر جوان المقبل، وهي مبادرة تنموية غير مكلفة ماليا تهدف إلى تثمين هذا المرفق الترفيهي ووضعه في خدمة الجمهور، في وقت تعذر فيه رصد تغطية مالية لمشروع مماثل، بسبب شحّ مصادر التمويل المالي، والطبيعة القانونية والإدارية المعقدة للحديقة، التابعة لأملاك الدولة والمسيرة من طرف مصالح الغابات، والتي تتبّع مرافقها العقارية المبنية لمصالح بلدية معسكر، على غرار المسبح البلدي. وتشمل مبادرة استرجاع بريق حديقة باستور ومسبحها العمومي، تهيئة مسالك الفضاء الترفيهي، وإزالة كميات كبيرة من النفايات والأحراش التالفة التي تعيق السير داخل الحديقة، فضلا عن تخصيص مشروع للإنارة العمومية، ومشروع آخر لتهيئة حوض المسبح البلدي، لضمان سلامة المصطافين، في حين توّجهت عناية السلطات المحلية، إلى المسبح البلدي الثاني بالشعبة الحمراء، من أجل استعادته هو الآخر ووضعه تحت تصرف الجمهور، بعد أن أغلق قبل عشرين سنة، وتعتبر المرافق العمومية الخاصة بالسباحة الترفيهية، الجاري تهيئتها بمدينة معسكر، من أهم الفضاءات المستقطبة لاهتمام المواطنين، والتي ظلّت على مدار السنوات الماضية، محل مطلب لإعادة فتحها واستغلالها، في وقت عرفت فيه عاصمة الولاية غيابا شبه تاما للأنشطة والفضاءات الترفيهية، دفع بشريحة من الشباب والأطفال، إلى اللجوء لأحواض السقي الفلاحي ونافورات المياه من أجل ممارسة السباحة، أو التوجّه إلى السدود وشواطئ الولايات القريبة في حال توفرت لديهم إمكانيات التنقل للحصول على قسط من الاستجمام.