تتوفّر ولاية معسكر على عدد معتبر من الحدائق التي تتوسّط النسيج العمراني لمدنها أو تحيط به في شكل فضاءات غابية شاسعة المساحة، وتعتبر عاصمة الولاية الأوفر حظا من حيث وجود هذه المرافق، تليها المدن الكبرى، على غرار حدائق المحمدية وسيق وحديقة البحيرات في تغنيف، غير أن حدائق الولاية بقيت لفترات طويلة من الزمن مهملة لدرجة أن العائلات أصبحت تخشى التجوال أمامها. تعتبر حديقة باستور رئة مدينة معسكر والمتنفس الوحيد للمواطنين، حيث تتربّع على مساحة 14 هكتارا ويتنوع بها الغطاء النباتي بين أصناف نادرة وأخرى ممتصة للضجيج، تحوّلت إلى قبلة للمنحرفين ومكبّ للنفايات، بعد أن اهترأت مرافقها كليا، على غرار المسبح البلدي الذي يتوسّطها، وتحوّل هو الآخر إلى أطلال ناطقة تستنجد بالسلطات من أجل التحرّك. وتظل آمال سكان معسكر، معلقة على تدخل السلطات العمومية، من أجل استغلال أمثل لهذه الأماكن الترفيهية، من خلال إقامة مشروع استثماري يلائم طبيعة المرفق الترفيهي المهمل، ويلبي حاجة المواطنين إلى فضاءات التسلية، زيادة إلى حاجة بلدية معسكر إلى مداخيل يحققها الاستثمار في حديقة باستور، وعلى أساس ذلك، تحركت السلطات الولائية من أجل تحديد وتوضيح الطبيعة القانونية لهذه الحديقة التي تبقى محل تجاذب إداري بين مصالح الغابات، مصالح البيئة ومصالح البلدية، ما رهن تهيئتها وتسييرها لسنوات طويلة. على العموم، تبقى الولايات المجاورة لمعسكر، الوجهة المفضلة لمواطني هذه الولاية أيام العطل الأسبوعية والموسمية، بسبب غياب مرافق للترفيه والتسلية، في وقت يعاني مستثمرون شباب - استلموا قرارات استغلال بعض الحدائق والمساحات الخضراء، بفعل أعباء تسييرها وتهيئتها، لاسيما وأن المواطن يفضّل الدخول المجاني للحدائق العمومية، زيادة على افتقار معظم هذه الحدائق المستغلة على خدمات ترفيهية للأطفال.