لم يعد الإقبال على مرافق السباحة بولاية معسكر حكرا على الرياضيين وهواة هذا النشاط الذي ينصح به كثيرا أطباء المفاصل والعظام مرضاهم، بل تحولت إلى قبلة للعديد من المواطنين من مختلف الفئات العمرية والشرائح الاجتماعية هروبا من حرارة الصيف اللافحة، وبحثا عن أماكن وفضاءات للراحة والترفيه تزامنا مع عطلة الصيف. فتحت مديرية الشباب والرياضة للمعسكر أبواب مرافق السباحة أمام الراغبين في ممارسة السباحة الترفيهية، وعرفت التسجيلات لهذه المبادرة إقبالا واسعا بين شريحة الأطفال والعنصر النسوي، حسب ما لاحظته «الشعب» أمام مدخل القطب الرياضي الشهيد محمد جبار بحي سيدي سعيد، حيث تتواجد مرافق رياضية متنوعة منها مسبح اولمبي الذي صار مقصدا للعشرات من النساء والأطفال، بغض النظر عن فئة الذكور التي لها اهتمامات ترفيهية أخرى وعبرت «ط - فوزية»، موظفة خمسينية عن رغبتها في ممارسة نشاط السباحة الترفيهية، بعد أن نصحها طبيبها المعالج بذلك للتخفيف من آلام الظهر والورك، متحدثة عن فوائد السباحة كرياضة متكاملة ونشاط مفيد للاسترخاء بعد أيام الأسبوع الشاقة، مضيفة أن الحصول على أوقات للاستجمام بالمياه الباردة صار متاحا لنساء معسكر، التي لطالما عرفت بتقاليدها الاجتماعية المحافظة، ولا تسمح للنساء بممارسة أنواع من الرياضيات أو دخول منشأة رياضية، لافتة أن ممارستها لنشاط السباحة لقي الرفض من أسرتها لو ما مكنتها الاستشارة الطبية من تحقيق رغبتها. أطفال بحاجة إلى مرافق لا يزال أطفال حي سيدي سعيد الموقع الذي يتواجد به القطب الرياضي يبحثون عن ضالتهم المفقودة، وتطلعهم الدائم إلى أماكن ترفيه توائم سنهم خاصة بالنسبة لرياضة السباحة، حيث تجدهم مرفقين بأوليائهم في طوابير طويلة أمام المسبح الاولمبي بالقطب الرياضي محمد جبار، الذي لا يتوفر على مسبح بيداغوجي لتعليمهم تقنيات ومبادئ السباحة قبل الدخول إلى الحوض الاولمبي الكبير. وقد قامت إدارة المسبح باستدراك الموقف بتجنيد مدربين متطوعين ينشطون ضمن جمعيات رياضية، حيث قامت خلال هذا الموسم الذي فتحت فيه مجال السباحة الترفيهية للجميع بتسجيل قرابة ألف منخرط بين شريحة الأطفال، الشباب وفئة النساء، مقسمين على أفواج ومجموعات مؤطرة حسب توقيت محدد بساعة واحدة لكل مجموعة من 50- 70 منخرطا. ورغم أن سكان مدينة معسكر كان لهم حظا أوفر من حيث المرافق والنشاطات الترفيهية منها السباحة بالمرفق الرياضي، إلا أن الخدمات ما تزال قاصرة وعاجزة عن تلبية احتياجات المواطنين، لاسيما فئة الشباب التي تفضل السباحة في مسبح حديقة باستور المفتوح على غطاء غابي كثيف، لكنه مغلق منذ سنوات طويلة بفعل الاهتراء وتدهور حالته، فيما عجزت مصالح البلدية عن استعادته وتهيئته، حاله حال عديد المسابح البلدية عبر تراب الولاية المغلقة في وجه المواطنين بفعل تدهور وضعها، باستثناء 6 مسابح أولمبية وشبه أولمبية تابعة لقطاع الشبيبة والرياضة تعرف اقبالا غير مسبوق للمواطنين أيام الصيف الحارة.