يعتبر التنقيب عن مناجم الحديد من أقدم النشاطات الصناعية التي عرفتها الجزائر، إذ يعود تاريخها إلى الحقبة الاستعمارية، فمنذ دخول الاستعمار الفرنسي إلى الجزائر شرع في نهب خيراتنا الباطنية ومنها معدن الحديد، والذي يعد من أهم الثروات التي استخدمت خلال الثورة الصناعية بأوربا في القرن الثامن عشر.ويعتبر منجم الحديد بوعمران الذي يقع بمنطقة عدوان على الحدود بين ثلاث بلديات وهي برباشة، بوخليفة وكنديرة، واحد من المناجم التي بدأ استغلالها سنة 1926، لما يزخر به من ثروة هائلة من معدن الحديد، حيث يتربع على مساحة تقدر ب 380 هكتار ثلثا هذه المساحة تتواجد في بلدية برباشة، والثلث الآخر يقع في بلدية كنديرة، غير أنّه تم التخلي عنه سنة 1957 خلال حرب التحرير. فمنذ أكثر من نصف قرن من توقف النشاط فيه، لا زالت بعض المواقع شاهدة على عصر كان فيه هذا المكان يعجّ بأصوات العمال وآلات الحفر، وعربات التليفريك التي تنقل الحديد المستخرج وحتى الفوسفات والزنك موجود في هذا المنجم، نحو ميناء بجاية ليشحن عبر السفن، فالأبراج وكوابل التلفريك الصامدة في وجه الزمن حتى وإن تحولت إلى خراب، تبقى الشاهد الوحيد. وحسب رئيس بلدية برباشة السابق، فإنّ الحكومة كانت قد أبدت رغبتها في جويلية 2009 في إعادة استغلال هذا المنجم، حيث أسندت وزارة الطاقة والمناجم دراسة المنجم والفصل الإداري فيه إلى مكتب خاص من بوسعادة. وبعد ثلاث سنوات من الدراسة الميدانية، قدّم المكتب تقريره إلى الوزارة المعنية والتي وافقت على بدء تشغيله سنة 2012، غير أنّ شيئا لم يتجسد منذ ذلك الوقت، وهو ما أدى إلى تحطيم آمال وأحلام سكان المنطقة خاصة الشباب العاطل عن العمل، لأنّ استغلال هذا المنجم كان سيوفر فرص عمل للمئات منهم، إذ يمكن أن يخلق حوالي 700 منصب عمل مباشر، وضعف هذا العدد من مناصب شغل غير مباشرة. فهذا المنجم في حال إعادة استغلاله يمكن له أن يساهم في تلبية الاحتياجات المحلية وحتى الوطنية من مادة الحديد وحتى من الفوسفات والزنك كونه غني بهما أيضا، إلى جانب امتصاص نسبة كبيرة من البطالة من خلال توفير العمل للشباب المحلي، وكذا فك العزلة عن المنطقة التي أصبحت مهمشة.