يعتبر العنف اللفظي شكلا من أشكال العنف ولا يقل خطورة عن العنف الجسدي، لما ينتج عنه من أضرار معنوية بحق الضحية، ويكون باستخدام كلمات أو إيماءات بغرض التحقير أو الإذلال أو حتى التهديد للطرف الآخر. يرى متابعون في هذا المجال، أن النصوص القانونية الردعية والمجهودات التي تقوم بها مختلف المصالح الأمنية من أجل تأمين التظاهرات الرياضية ومنها مباريات كرة القدم تحديدا، وإن كانت قد حقّقت نتائج من ناحية الحدّ من أحداث الشغب في الملاعب، إلا أنها لم تتمكن من الحد من النوع الآخر من العنف وهو العنف اللفظي الذي بات سمة مميزة في ملاعب كرة القدم الجزائرية. وحسب الدكتور يوسف ذيب وهو إعلامي رياضي وباحث جامعي، فإن العنف اللفظي لا يقل خطورة عن العنف الجسدي بل قد يفوقه من بعض النواحي وخاصة منها آثاره النفسية والاجتماعية، والتي تترجم في سلوكيات جسدية فيما بعد. ومن أخطر مظاهر هذا العنف في ملاعبنا هو ظاهرة تبادل السب والشتم بين أنصار مختلف النوادي وبين الأنصار واللاعبين أو الحكام، وخاصة سبّ وشتم الآباء والأمهات والتي كانت سببا في اعتزال العديد من الرياضيين وابتعادهم عن محيط الرياضة من شدة التأثر. ودعا محدثنا في هذا الصدد، إلى ضرورة تركيز جهود المهتمين بهذا المجال في مكافحة هذا النوع من العنف الذي أصبح مستفحلا بشدة، وبات من المستحيل أن يستمتع مناصر بمتابعة مباراة في كرة القدم رفقة والده أو ابنه مثلا، من شدة هول الكلمات النابية المتداولة في الملاعب.