أثنى رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، خلال آخر مجلس للوزراء على الجهود المبذولة في سبيل إنجاز مشاريع السكة الحديدية المنجمية والتي تعد الأكبر منذ الاستقلال، حيث تمتد على مسافة 950 كلم، تخصّص لنقل خام حديد منجم غارا جبيلات إلى تندوف، وبعدها إلى مناطق أخرى في شمال البلاد، وأشار إلى التقدم الملحوظ الذي تشهده هذه المشاريع، خاصة على مستوى المنجم. يؤكّد العديد من الخبراء على الأهمية الإستراتيجية لمنجم غارا جبيلات بالنسبة للاقتصاد الجزائري، كونه أحد أكبر مناجم خام الحديد في العالم، حيث يتمتع باحتياطات هائلة تقدّر ب 3 ملايير طن من خام الحديد القابل للاستخراج، وتعد الجزائر حاليا، إحدى أكبر الدول الإفريقية والعربية في إنتاج الحديد، حيث يتجاوز حاليا 4 ملايين طن سنوياً. وتسعى الجزائر إلى رفع هذا الإنتاج ليصل إلى 20 مليون طن سنوياً بعد الاستغلال الكامل لمنجم غار جبيلات، مع تخصيص الفائض للتصدير، خاصة وأنّ الإنتاج الحالي يُغطي تقريباً الاستهلاك المحلي من مادة الحديد، مع وجود فوائض سنوية تصديرية. رؤية ثاقبة في السياق، يرى متابعون أنّ دخول منجم غارا جبيلات الخدمة، مع كامل مصانعه التابعة، بما في ذلك مصنع بشار الجديد أو المصانع الحالية في شرق وغرب البلاد، سيُساهم بشكل كبير في تجسيد رؤية الرئيس تبون لاقتصاد قوي ومتنوع بحلول عام 2027، مع الوصول إلى ناتج محلي إجمالي يفوق 400 مليار دولار. ومن المتوقع أن يسجّل قطاع التعدين ناتجاً إجمالياً سنويا يتجاوز 20-30 مليار دولار أو أكثر بعد دخول جميع المشاريع المعدنية حيز الخدمة والإنتاج، بما في ذلك مشروع الفوسفات في شرق البلاد، ومنجم الزنك في بجاية، والعديد من المشاريع المنجمية الأخرى المُوزّعة عبر مختلف أنحاء الوطن، في معسكر، تلمسان، عنابة وأم البواقي. مسار ثابت بالإضافة إلى ذلك، تعمل الجزائر وفق رؤية منهجية اقتصادية من خلال الاستثمار الأمثل في الموارد الطبيعية للبلاد، وتنويع مصادر الدخل الوطني والتخلص بشكل تدريجي من التبعية لقطاع المحروقات، وتعزيز مساهمة القطاع غير النفطي في دفع عجلة النمو، وهو ما بدأ يتحقق بالفعل. وتُجسّد المشاريع الضخمة، على غرار مشروع السكك الحديدية المنجمية ومنجم غارا جبيلات، العزيمة القوية للرئيس تبون على بناء مستقبل واعد للأجيال القادمة، ترسيخاً لمكانة الجزائر كفاعل اقتصادي إقليمي ودولي هام.