يحتاج الوضع الراهن إلى تنمية روح الحوار على كافة مستويات البناء الاجتماعي بما يضفي شفافية أكبر على المناخ العام الذي يعرف حالة من الاحتجاجات التي يسعى البعض لتوظيفها خارج إطارها الطبيعي المتمثل في رفع مطالب اجتماعية واقتصادية يمكن معالجتها في المديين القريب والمتوسط في إطار السكينة العامة والاستقرار الذي يمثل مكسبا للمجموعة الوطنية بكافة أطرافها أفرادا ومؤسسات ومستثمرين. لقد وصلت رسالة المحتجين في أكثر من منطقة عبر الوطن إلى الجهات المعنية التي أكدت على لسان الوزير الأول في أكثر من مناسبة حرص الدولة على تلبية كافة المطالب المشروعة وخاصة ذات الطابع الاستعجالي بتوسيع وتعميق مقاربة الاستثمار بأبعاده الاجتماعية من خلال توفير مناصب العمل الدائمة بالدرجة الأولى ليس بالارتكاز على التوظيف المباشر وهو أمر ضروري في الوقت الراهن ولكن بمرافقة الشباب ومنهم الجامعيين في انجاز مشاريع استثمارية صغيرة ومصغرة. ويقدم المشهد مساحة واسعة لهذا الغرض خاصة في قطاعات مختلف النشاطات خارج المحروقات مثل الزراعة والصناعة التقليدية والخدمات في السياحة خاصة وأن قطاع التكوين المهني يتوفر على قدرات ومرافق ووسائل بيداغوجية تضمن توفير تأهيل مهني واحترافي لكل من لديه عزيمة في التشمير على السواعد وعدم الخشية من المغامرة في عالم التنمية الجوارية وتطليق هاجس البطالة التي تتغذى أيضا من الروح القاتلة للتواكل والانتظار أو السعي للفوز بأعمال الحراسة بدل امتلاك الروح الباعثة للحياة بالاتكال على المبادرة والإقدام على أعمال مهما كانت قاسية في البناء والأشغال العمومية والصيد البحري والاهم استصلاح الأراضي. إن الظرف موات لتفجير الطاقات البناءة على الرغم من بقاء صعوبات هنا وهناك ذات طابع بيروقراطي لا يجب أن تكون مصدر إحباط بينما هناك من وجد في الجزائر ضالته فتجاوز المعوقات من مختلف المؤسسات ورجال الأعمال فيما ينتظر أن يقوم نظراؤهم من أبناء الوطن لرفع التحدي والانخراط في الديناميكية الاستثمارية والتخلص نهائيا من خطاب الفشل الذي لا ينبغي للشباب الجزائري أن يخدع به بل عليه أن يتمسك بحقوقه وتحقيقها بالمبادرة الخلاقة والانتشار في الأرض للعمل والإبداع في العمل.