تحوّلت الحدائق العمومية والمساحات المتواجدة بوسط مدينة معسكر إلى أماكن لقضاء الحاجة البيولوجية، إذ لا يمكنك المرور أمامها دون أن تبدي انزعاجك من الروائح الكريهة المنبعثة منها، دون الحديث عن المحيط البيئي الذي تتحلل فيه الفضلات ثم تتعفن، بالاضافة إلى تشويه الجانب الجمالي لهذه الأحياء في ظل غياب وانعدام المراحيض العمومية، الأمر الذي يرغم كبار السن، الأطفال أو الوافدين إلى المدينة لقضاء حاجياتهم البيولوجية في أركان البنايات والأزقة القريبة منها. من جهته، أعرب الكثير من مواطني دائرة معسكر أن المراحيض العمومية باتت أكثر من ضرورية أمام تزايد الكثافة السكانية التي يضاف إليها عدد الوافدين إليها من البلديات و المناطق البعيدة عنها يوميا، وما ساهم في تردي الأوضاع أكثر، رفض الكثير من أصحاب المقاهي دخول المواطنين إلى مراحيضهم المغلقة دائما بسبب التوافد الكثير عليها، متحجّجين بغياب الماء فيها بالإضافة إلى تقاليد وثقافة المجتمع التي تفرض على المرأة عدم ولوج المقاهي. وطالب سكان ولاية معسكر السلطات المعنية بضرورة التحرك وتنظيف المدينة من هذه المظاهر المشينة، من خلال إنجاز عدد من المراحيض العمومية، لاسيما قرب الأماكن العمومية، لوضع حد لمثل هذه السلوكات التي باتت تسيء لمظاهر المدن والنسيج العمراني، كما أن مشاريع كهذه من شأنها نشر ثقافة سليمة وصحية، لاسيما بالنسبة للأطفال والمتمدرسين، حسب تعبير هؤلاء الذين استنكروا تدهور الوضع البيئي بشوارع الولاية خلال السنوات الأخيرة، موجّهين أصابع الاتهام إلى السلطات العمومية المعنية أمام تقاعس مسؤوليها لمعالجة الظاهرة، ضاربين مثلا بالدول المتحضرة والمتطورة التي أضحت المراحيض العمومية من ثقافتها اليومية، وتعي مدى وأهمية المحافظة على سلامة البيئة والمحيط. في السياق نفسه، أعرب المواطنون عن امتعاضهم لشديد من غلق المرحاض العمومي الوحيد المتواجد بجانب المقر المركزي لبلدية معسكر قبل أسابيع، الأمر الذي أصبح يشكّل صعوبة كبيرة بالنسبة لكبار السن والمرضى. وأمام تفشي هذه السلوكات المشوهة للمنظر الحضري لعاصمة الولاية، أمر المسؤول التنفيذي للولاية كل من مصالح البلدية ومديرية الحماية المدنية بضرورة إطلاق حملة لتنظيف الشوارع وتكثيف نشاط فرق الجزائرالبيضاء من أجل الحفاظ على المنظر الجمالي، غير أن ذلك يبقى غير كاف في غياب المراحيض العمومية التي تعتبر أكثر من ضرورية في كبرى دوائر الولاية.