يشكل غياب أو نقص عدد المراحيض العمومية، على مستوى العاصمة مشكلا يؤرق العديد من المواطنين، خاصة المرضى منهم، وعلى عكس ما يظنه البعض، إن هذا الموضوع يمثل آخر اهتمامات المواطنين، كما يعتبرون الحديث في هذا الموضوع يشعر الناس بالحرج، خصوصا مع غياب ثقافة استعمال المراحيض العمومية من قاموس بعض المواطنين الجزائريين، إلا أن ذالك لا يمنع من كونها إحدى الضروريات التي يحتاج إليها المواطن، لذا فالبعض يعتبرها من المرافق العمومية الضرورية جدا، لأن غيابها بالنسبة لهم يعد مشكلا يؤثر مباشرة على صحتهم· وبحكم غياب المواطنين لفترات طويلة عن بيوتهم في اليوم، بسبب أشغالهم وأعمالهم الكثيرة، فإنهم يضطرون إلى استعمال المراحيض العمومية المتواجدة على مستوى بعض المدن، من أجل قضاء حاجاتهم البيولوجية، غير أن النقص الفادح في تواجدها، وغياب النظافة فيها إن وجدت، بات الأمر يؤرق المواطنين، خاصة منهم الشيوخ والعجائز والأطفال، وكذا لبعض المرضى، الذي يتطلب مرضهم الدخول لعدة مرات في اليوم إلى المرحاض، خاصة بالنسبة لمرضى السكري والنساء الحوامل، لذا فمن الضروري أن تتواجد المراحيض العمومية بكثرة عبر المدن والشوارع الكبرى، التي يتردد عليها مئات وآلاف المواطنين يوميا، إذ لا يكفي وجود مرحاضين أو ثلاثة، لتلبية هذا الكم الهائل من المواطنين· ففي الماضي كانت أبواب المساجد والحمامات والمقاهي مفتوحة أمام الجميع، لكن اليوم أصبح المواطن ملزما بحبس احتياجاته إلى حين دخوله إلى البيت، وهو الأمر الذي يعد خطيرا جدا لأنه قد يتسبب له في الإصابة بأمراض خطيرة، نتيجة لحبس احتياجاته، لمدة لا تقل عن ست وسبع ساعات يوميا، وما تفسير فشل وظائف إحدى الكليتين أو كلاهما، إلا بسبب حبس البول داخل الجسم طويلا، إذا فالمراحيض العمومية أكثر من ضرورية في الشوارع، خاصة للمرضى وكبار السن والأطفال، وغيابها يجعل هؤلاء في رحلة بحث مضنية، خاصة إذا تعلق الأمر بالأطفال وكبار السن وفئة النساء· ومن خلال الحديث مع بعض المواطنين، لمسنا مدى أهمية المراحيض العمومية، بالنسبة لهم، خاصة وأنها أصبحت واحدة من المرافق التي يحتاج إليها المواطن بشكل يومي أثناء غيابه عن البيت، إلا أن مشكل غياب النظافة على مستوى هذه المراحيض يضطرهم إلى انتهاج أساليب أخرى، تمكنهم من قضاء حاجاتهم دون التعرض للمكروبات والجراثيم التي من الممكن أن تتسبب لهم في الإصابة بالتهابات خطيرة، تكون نتائجها وخيمة، حيث تقول إحدى السيدات، إنها لن تدخل إليها لأنها بؤر للميكروبات والتعفنات التي قد تؤدي إلى أمراض خطيرة، كما أن انبعاث الروائح الكريهة منها تزعج أنوف المارة بجانبها، فما بالك بالمغامرة والدخول إليها، مثلما هو الحال بالنسبة للمرحاض العمومي المتواجد داخل سوق بن عمار بالقبة· وإذا كانت هذه السيدة ترفض الدخول إليها واستعمالها، فإن هناك من يعتبر قلتها أو انعدامها ببعض الأحياء والشوارع الكبرى، مشكلا يضطرهم إلى الدخول في رحلة بحث طويلة عن مرحاض ما، أو محاولة الدخول إلى أحد المقاهي أو المطاعم أو غيرهما، خاصة إذا ما تعلق الأمر بالمرضى المصابين بالسكري، ومرضى الجهاز البولي والحوامل· إذ يقول أحد الشيوخ، إنه مصاب بداء السكري، لذا فهو كثير التردد على المرحاض، لذا فقد أصبح لا يخرج من البيت كثيرا، لعدم وجود مراحيض عمومية، خصوصا وأنه ذات يوم لما قصد مقر بلدية محمد بلوزداد، لم يتمكن من قضاء حاجته، لعدم تواجد مراحيض عمومية، وبعد البحث الطويل سمح له أحد أصحاب المقاهي باستعمال حمام المقهى، ليعقب أنه لولا وجود ذالك المقهى لتعرض لمضاعفات خطيرة، لو استمر في حبس البول لمدة أطول من تلك· ففي هذا الإطار يؤكد الأخصائيون في أمراض الجهاز البولي، أن غياب المراحيض العمومية يؤثر بشكل سلبي على الصحة العمومية، لأن المواطن يضطر لحبس احتياجاته لساعات طويلة، فأغلب أمراض الجهاز البولي، تكون نتيجة هذا الحبس الطويل للبول داخل الجسم، لذا فهم يحذرون من عدم استعمال المراحيض بحجة عدم نظافتها لأن الاختلال الذي يحصل في وظيفة الإفراغ، يكون نتيجة تجنب استعمال المراحيض إلى حين الرجوع للبيت·