لا شك أنّ الرضاعة الطبيعية تعتبر الغذاء الملائم للطفل من أجل بلوغه أفضل المستويات الصحية، كما يعدّ حليب الأم ضروريا لأنّه يحتوي على عوامل عديدة تساعد على نمو الأجهزة والأنسجة بجسم الطفل، ويقوّي الرابطة بين الأم والطفل، الشيء الذي يستدعي الاعتماد على الرضاعة الطبيعية وحدها وعدم إدخال أي مرضعات صناعية أو سوائل أخرى خاصة في الشهور الأولى. وقد أجمع الأطباء المختصين أنّ الرضاعة الطبيعية تساهم بدورها في حصول الأم على حقها المتمثل في تحقيق الصحة من خلال تقليل مخاطر الإصابة ببعض أنواع السرطانات التي تمس المرأة. وتعود الرضاعة الطبيعية بالإيجاب على الطفل والأم على حد سواء إذ أنّها تقي الأم من الاصابة بسرطان الثدي والرحم، كما تعمل على تنظيم الحمل، حيث يبدأ التبويض عند المرضعات بعد 115 يوماً في حين لدى غير المرضعات بعد 50 يوماً تقريباً وبهذا يمكن للأم تنظيم الإنجاب في حالة إرضاع الطفل بصورة مطلقة دون إضافة أي بدائل لحليب الأم. كما أنّ إرضاع الطفل بصفة يومية يساهم في استعادة الأم لرشاقتها بعد الولادة، إضافة إلى أنّ الأم المرضعة تتمتّع بتوازن هرموني يحول دون الاضطرابات المبكرة لسن اليأس، كما تساعد الرضاعة الطبيعية على عودة الرحم إلى وضعه وحجمه الطبيعي. كما يساعد حليب الأم رضيعها ويحميه من الأمراض المعدية والحساسية، إضافة إلى اكتمال النمو والتطور العاطفي، النفسي، الاجتماعي، السلوكي والذهني. تقوّي الرابطة العاطفية بين الأم وطفلها تساهم الرضاعة الطبيعية في تقوية الرابطة العاطفية بين الأم وطفلها، فحين يضع الرضيع فمه على ثدي الأم يكون أقرب ما يكون إليها، يسمع دقات قلبها وينظر إلى وجهها، ويشرب الحنان مع اللبن. وأكد الأطباء أنّ المرأة التي ترضع طفلها ينتابها شعور خاص وسعادة كبيرة عند الارضاع، فهو ليس عملية آلية أو عادة فحسب، وإنما هو رابطة روحية عاطفية بين اثنين الأم التي تعطي، والرضيع الذي يحتاج إلى هذا العطاء لينمو نموّا سليما. وتركيب الحليب قد أودع اللّه فيه خصائص تتماشى مع تدرج حياة الرضيع وحاجته الغذائية، خاصة وأنّ حليب الأم غني بالبروتين والأملاح والأجسام المضادة التي يحتاج إليها الطفل لبناء مناعة مكتسبة مؤقتة تكفيه لصدّ الأمراض حتى يتمكن من بناء مناعة ذاتية، أما بعد ذلك فتزداد نسبة السكر والدهون لتعطي الرضيع الطاقة اللازمة للنمو والبناء والحركة. حليب الأم غني بالأملاح والمعادن يحتوي حليب الأم على الأملاح والمعادن وعادة ما يكون على صورة سهلة الامتصاص تمكّن أجهزة الرضيع من الاستفادة منها، كما أنّ هذا الحليب سهل الهضم لاحتوائه على بعض الخمائر الهاضمة التي تساعد على سرعة الهضم والامتصاص ممّا يحافظ على حموضة المعدة ويقلل من الإصابة بأمراض الإنتانات المعوية. أمّا من ناحية النظافة، فحليب الأم معقم تعقيماً ذاتياً يصل إلى الطفل مباشرة دون أن تلوثه يد عند التحضير، أو تحط عليه ذبابة إذا ترك لفترة بعد الإعداد، كما يكون حليب الأم على درجة حرارة مناسبة للطفل، الشيء الذي لا يتوفر بالنسبة للحليب الصناعي، وبالإضافة إلى ذلك فهو أقل تكلفة من الناحية المادية، وأسهل؛ فلا تضطر الأم إلى غلي الزجاجات وتعقيمها، ويمكنها أن تعطيه لطفلها متى طلبه .