أكد جمال الدين خليفة رئيس فرع إتحاد الكتاب بسوق أهراس أن مؤسستهم تسعى الى خدمة الشباب المبدع عساه يستفيد من فرص حرم منها الجيل السابق، معتبرا أن الازمة مولدة الهمم عند المثقفين، ''إلا أن أصعبها تلك التي تأتيك ممّن يدّعون الثقافة''، وتأسف لحرمانه من مقر يأويهم ولم شتاتهم كمالبدعين وخادمين للثقافة الوطني، وللغوص في ثنايا وجوانب متعدة في هذا الشأن كان ل«الشعب» معه هذا الحوار.. الشعب: بصفتك رئيس إتحاد الكتاب فرع سوق أهراس ما طبيعة العمل الذي تقومون به ؟ جمال الدين بن خليفة: جمال الدين بن خليفة رئيس فرع إتحاد الكتاب الجزائريين لولاية سوق أهراس، أستاذ في مادة اللّغة العربية وآدابها، شاعر، يعمل يدا بيد مع أعضاء الفرع لخدمة الثقافة والأدب الصادقَين الخادمَين للبلاد والعباد، يسعى لخدمة الشباب المبدع عساه يتيح له من الفرص ما حرم منه الجيل السابق.. @@ ما الخطط والبرامج التي تعتمدونها لدفع أعمال ومهام الإتحاد نحو الأفضل ؟ @ الأكيد أنّ أعضاء الفرع أغلبهم نواة وأساس النادي الأدبي السابق، أقصد الذين جاهدوا، وبالتالي فليس جديد عليهم التضحية والاجتهاد لتفعيل الحراك الثقافي في الولاية، وصنع الجديد من النشاط كالندوات الفكرية والملتقيات الأدبية والمسابقات الثقافية، بل سنّ الجديد من التظاهرات كالأيام الأدبية في الهواء الطلق، منها من كانت في أحضان طبيعية وغابات عين الزانة وغابات المزرعة بالمشروحة وغيرها، لتفعيل التبادل الثقافي والتجربة الأدبية بين كتاب الولايات القريبة منّا، ولم لا كل ولايات الوطن إن أمكن. برنامجنا في فرع ولاية سوق أهراس يتضمن لقاءات دورية نصف شهرية للتكوين والقراءات، وأخرى تنظيمية ولنا حصة شهرية موسومة ب '' لقاء الشهر الأدبيّ '' نستضيف فيها شخصية أدبية نهديها وقت الحصّة الصباحية مكلّلة بالعفويّة والصّدق ....تعرّفنا بنفسها، بشيء من أعمالها، نناقش شيئا من نتاجها ...ونعرّفها بنماذج من أقلامنا الأدبيّة المبدعة. كانت تلك من الخطط والبرامج التي نقيمها بثبات واستمرارية ونهدف من خلالها إلى تكثيف النشاطات تحقيقا لأهدافنا ورغبة في الوصول إلى الأفضل الجديد، ولله الحمد أن فعّلنا ملتقى '' أيام سوق أهراس الأدبيّة '' والمنتظر أن يكون العام هذا في طبعته الثالثة وهو من برنامج الفرع بالتنسيق مع مديرية الثقافة، وكذا ملتقى «الطفل والإبداع» الذي سيكون في طبعته الثانية في هذا العام بالتنسيق مع ديوان مؤسسات الشباب من جهة ورابطة الهواء الطلق من جهة أخرى. برنامجنا أساسه تحريك المشهد الثقافي والأدبي عبر الولاية «دوائر وبلديات»، في الجامعة، الثانويات، ونحن من خلال ذلك كله لا نريد حبّ الظهور ولا منافسة الآخرين بل نصبو إلى القيام بواجب المثقّف الواعي وهو واجب خطير، متّصفين بالصدق والأمانة. @@ ليس الغريب أن تحدث أزمات عاصفة ولكن الغريب أن لا توجد الحلول، فلا يوجد عمل دون صعوبات، هل ترى بأن المثقف الجزائري واع ليجد طريقه للنجاح أم أنه يبحث عن الحلول السهلة؟ @ لا شيء يجنى من الدنيا بلا تعب « وعندنا كمثقفين الأزمة تلد الهمّة، عصفت وتعصف الأزمات، إلا أن أمرّها وأصعبها تلك التي تأتيك ممّن يدّعون الثقافة، أو الذين يحبون الظهور على حساب الآخرين...ولكن ولله الحمد بفضل الحكمة والتشاور والوعي الصادق وجدنا وسنجد الحلول دوما، لأنه في موقف « إذا عزّ أخوك فهُنْ »..وفي آخر دارهم ما دمت في دارهم ... وفي موقف «الصمت حكمة» ويكفينا من الصعوبات عدم توفر مقرّ ننظّم فيه شؤوننا ونعتمده عنوانا لاستقرارنا، وسببا لنجاحنا ومنطلقا لطموحاتنا وما أكثرها .....ولو انتظرنا الحلول ما كان فرعنا يكرّم بالجزائر العاصمة بالمرتبة الأولى مع ولاية قالمة ...وما انطلقت من عندنا توأمات أدبيّة بين الفروع أوّلها التي أمضيناها مع ولاية قالمة خلال عدد للقاء الشهر الأدبيّ أقمناه بسوق أهراس.....والتي كانت بين إتحاد الكتاب الجزائريين ونظيره التونسي في ملتقى أدب الطفل. @@ كيف تقيم نشاطات إتحاد الكتاب في الآونة الأخيرة عبر التراب الوطني، وكيف ترى تفاعل الجمهور معها ؟ @ نشاطات الإتحاد في تزايد وتنوّع عبر الفروع في التراب الوطني وخارجه، على سبيل المثال ما قامت به فروع عنابة، قالمة، باتنة، العاصمة، سكيكدة، سيدي بلعباس... من ملتقيات وأيام أدبية، وقد زار وفد تونسي فرع باتنة في توأمة بعد أن كانت الانطلاقة الأولى من سوق أهراس، وهذا يعكس سير هذه المؤسسات الثقافية بوتيرة تخدم أدبنا وكتاباتنا بما يضمن التعريف بها ومنح الشباب فرصهم. @@ وماذا عن أعضاء الاتحاد، تختلف مستوياتهم التعليمية والتثقيفية، إلا أنهم يلتقون في إتقان الشعر الشعبي إما عن طريق الموهبة أو السماع ؟ @ نحاول أن نرعى المواهب ونساعد الكتاب ذوي التجارب على السمو بها، لذا فأغلبهم ذوي صدق في كتاباتهم قبل كل اعتبار ثم بالنسبة للمستوى الدراسي، فمنهم نسبة عالية من ذوي المستوى الجامعيّ ومنهم من ذوي المستوى الثانوي، ومنهم ذوي المستوى المتوسط والابتدائيّ حين أتحّدث عن المبدعين الصغار إذا في فرعنا كتّاب صغار تجاوز عددهم الخمسة شاركوا في ملتقى أدب الطفل العام الفارط . @@ ما هي الشروط للانضمام لاتحاد الكتاب الجزائريين ؟ @ موهبة الكتابة شرط أساسي، وأن يكون لطالب الانخراط إصدار أو مخطوط تحت الطبع أو ما يعادله إضافة الى نصوص سبق نشرها في الجرائد والمجلات، ولنا صفة العامل وصفة المنتسب. وقد نأخذ بيد المجدين، فنقبل انخراطهم بعد الاطلاع على نصوصهم لنساعدهم على نشرها عبر المجلات الورقية والافتراضية، فنمنحهم الفرص ونقدّمهم للجمهور فيتمكنوا من تطوير كتاباتهم، وقد قدّمناهم جميعهم عبر حصة إذاعية شهرية ''كلام أقلام '' في إذاعة سوق أهراس الجهوية. @@ ما رأيك بوجود أشخاص لا علاقة لهم بالشأن الثقافي مروا الى عضوية إتحاد الكتاب عن طريق العلاقات الخاصة؟ @ فرع ولاية سوق أهراس والذي أنا رئيسه أدعوك شخصيّا لحضور نشاط من نشاطاته وسماع كل أعضائه (شعرا ونثرا) لمعرفة الجواب عن هذا السؤال. @@ إتحاد الكتاب مؤسسة ثقافية فاعلة تضم تيارات و حساسيات فكرية، فمن الطبيعي أن تختلف الأفكار والرؤى، فما الذي يقوله السيد جمال حول هذه التركيبة، هل هناك وعي ومسؤولية لأعضائه لترقية العمل الثقافي بعيدا عن الاختلافات ؟ @ الذي نعمل على تجسيده ونشره بكل جدّية وصدق هو خدمة الثقافة والأدب بين عارضتين كما يقال بلغة الرياضيات القيمة المطلقة للأشياء، نريد ثقافة وأدبا جزائريّا متنوّعا بعيدا عن الحساسيات والتيارات نريد أدبا يخدم المصلحة العامة للبلاد يعبر عن الذات والفرد ، نريد أدبا يجمع لا يفرّق، نريد أدبا يخدم لا يهدّم، نريد أدبا راقيًا إنسانيّا، نريده أشبه بباقة ورد تختلف فيها الألوان والأشكال والعطور لكنها تجمع الجميل الذي يسرّ القراء. @@ هل إتحاد الكتاب في الظروف الراهنة مستعد لمواجهة كل التحديات ويملك من المقومات ما يسمح له برفع التحديات ؟ @ الاستعداد متوفّر منذ وقت ولا أنجع من المقوّمات من صدق وعزيمة وحسن برمجة ونيّات، ونحن في ذلك بعيدين كل البعد عن الإقصاء الذي اتهمنا به كثيرون. @@ كيف تواجهون الانتقادات الموجهة لكم ؟ وهل تقترحون إستراتيجية للتشجيع على القراءة والاهتمام بالكتاب ؟ @ كل ما أعرفه ولحد اليوم انتقادات واهيّة لم يواجهنا أصحابها ربما تنقصهم الشجاعة الأدبية ..لكننا نرحّب بهم وبآرائهم وانتقاداتهم إن كانت تخدم الثقافة والأدب، فالذي أعرفه أنّ ما كان مبنيّا على أنانية وأنّ أصحابها كانوا من الذين إذا لم يروا أنفسهم في الواجهة رموها بالحجارة ليكسّروها حتى لا يروا فيها غيرهم، لطالما واجهناهم بالكلمة الطيبة وتوجيه الدعوات لمشاركتنا نشاطاتنا وإبداء آرائهم، لكن ...كلنّا وسنبقى الشجرة المثمرة مهما رمونا بالحجارة تواضعنا لهم بثمر طيّب. @@ ما هي طموحاتكم لتقديم حلول لترقية أعمال إتحاد الكتاب فرع سوق أهراس ؟ @ طموحاتنا كثيرة جدّا، لكن أكثرها إلحاحا أن يمنحنا مسؤولو الولاية مقرّا يجمع شتاتنا، يجمع مبدعي الولاية فنتمكّن من الإفادة أكثر، إذ أمر سهل بعد ذاك أن نحقق أشياء كثيرة نحن برمجنا لها سابقا هي كشف المبدعين ومنحهم فرصة الظهور من خلال الأمسيات والملتقيات، ويلي هذا الطموح آخر، أن تعطى الثقافة حقّها في فهم كنهها لتستعيد مكانتها.