شهدت أسواق النفط العالمية انخفاضا محسوسا في الأسعار، لم يسجل منذ تسعة أشهر، بسبب ارتفاع حجم الامدادات وتراجع الطلب عليها الناجم عن الأداء الضعيف لاقتصادات الدول الصناعية، مما دفع أعضاء في دول الأوبيك الى طلب عقد مؤتمر استثنائي لبحث تطور الأسواق النفطية والبحث في إمكانية تقليص الانتاج لمواجهة انخفاض الأسعار. وفي هذا الشأن يُجرى حاليا مشاورات بين وزراء النفط في المنظمة من أجل البحث في إمكانية الدعوة الى اجتماع استثنائي، مثلما صرّح به وزيرالنفط الفنزويلي رافاييل راميريز نهاية الأسبوع الماضي الذي أكد أن استمرار التذبذب في مستوى آداء الاقتصاد العالمي وخاصة في الدول المتطورة نحو التراجع قد يؤدي إلى وضع غير ملائم لبقاء الأسعار في مستوى لايقل عن 100 دولار للبرميل. المشاورات بين الدول الأعضاء في الأوبك من أجل عقد لقاء استثنائي قد لن يجد الصدى الايجابي لدى بعض الأعضاء، على اعتبار أنها جاءت بمبادرة من إيران، حيث عبرت دول خليجية صراحة عن عدم تجاوبها مع المقترح تحت ذريعة اقتراب تاريخ عقد الاجتماع العادي للمنظمة المقرر في نهاية شهر ماي القادم. غير أن دولا أخرى في منطقة الخليج ترفض مبدأ اتخاذ إجراءات عاجلة لوضع حد لتراجع الأسعار طالما أنها كانت تسعى الى التأثير عليها من خلال ضخ المزيد من النفط ورفع الامدادات منه، مثلما تفعله المملكة العربية السعودية، حيث بينت الأرقام الرسمية عن ارتفاع حجم صادرات النفط السعودي بأكثر من 363 ألف برميل في اليوم ليصل الى 45 ، 7 مليون ب / ي مقابل 09 ، 7 م ب / ي في بداية السنة بعد أن سجل تراجعا بحوالي 780 ألف ب / ي في النصف الثاني من العام الماضي، الأمر الذي كان له تأثير مباشر على مستوى الأسعار نحو الارتفاع بزيادة تناهز 28 دولار للبرميل. تراجع الأسعار الذي تعزز نهاية الأسبوع الماضي يعود في جز ء منه الى ارتفاع مخزونات النفط الأمريكي الى مستوي قياسي لم يسجل منذ عشرين سنة، يضاف إليه الفائض في الامدادات النفطية والذي يتراوح ما بين ثلاثة الى أربعة ملايين ب/ي، رقم يقول عنه مسؤول سعودي في وزارة البترول أنه ملائم ولا يشكل ضغطا مؤثرا على مستوى الأسعار وأنه من المتوقع أن تبقى المنظمة على حجم إنتاجها في حدود 5 ، 30 مليون ب/ي هذا العام ولاتراجع في الأسعار تحت سقف 100 دولار للبرميل. أسعار النفط التي تراجعت خلال ثماني جلسات ، بدأت تتعافى ابتداء من الخميس الماضي لتناهز 96.7 دولار للبرميل وأغلقت على ارتفاع ثان في ختام تعاملات الأسبوع الماضي (الجمعة) ليقترب من مستوى 100 دولار وبنسبة زيادة تقدرب 47 ، 1 ٪ بالنسبة لسعر مزيج برنت الخام الأوروبي، بينما ارتفع سعر الخام الأمريكي الى 5 ، 88 دولار وبزيادة تناهز 2 ٪. نفس المنحى تقريبا عرفته أسعار سلة منتجات منظمة أوبك، التي ارتفعت الى 96.75 دولار للبرميل بعد تراجع خلال أسبوع كامل فقدت فيه ما لايقل عن سبعة دولارات للبرميل نتيجة لصدور بيانات غير مطمئنة حول الحالة الاقتصادية في الدول الكبرى المستهكلة للنفط وخاصة أمريكا والصين. وكانت وكالة الطاقة الدولية، قد اعتبرت في أحدث تصريح للمديرة التنفيذية السيدة « ماريا فان ديرهويفن» أن تراجع أسعارالنفط من شأنه دعم تعافي الاقتصاد العالمي، كما كانت قد خفضت توقعها لنمو الطلب العالمي على النفط في سنة 2013. غير أن وزير النفط الإيراني استبعد، أمس، عقد اجتماع استثنائي، معتبرا أن السعر الحالي لا يشكل قلقا رغم تراجعه. كما أن اجتماع 31 ماي القادم يغني عنه. مضيفا أن مستوى 100 دولار يساعد على النمو وأقله يعرقله.