أدى توازن السوق النفطية الدولية المسجل في المدة الأخيرة إلى إستبعاد بعض الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط "اوبك" إنعقاد إجتماع طارئ للمنظمة قبل المقرر في جوان القادم ما دامت الأسعار تخدم المنتجين والمستهلكين في نفس الوقت. و كان قد صرح وزير الطاقة و المناجم ا يوسف يوسفي يوم الاثنين في الجزائر أن السوق النفطية الدولية "متوازنة و أن الأسعار مقبولة سواء كان الأمر بالنسبة للمنتجين أو المستهلكين". ويرى يوسفي أن السوق متوازنة و لا يوجد ضغط لاعلى العرض و لا على الطلب و أن الأسعار مقبولة معربا عن أمله في أن تظل الأسعار على حالها خلال الأشهر المقبلة. و أوضح مسعود ميركازمي الرئيس الحالي للمنظمة بداية الأسبوع الجاري "أن ارتفاع أسعار النفط إلى 100 أو أعلى من ذلك لا يستدعي عقد اجتماع طارئ للمنظمة". و قال مير كازيمي الذي يشغل أيضا منصب وزير النفط في إيران أن "سعر 100 دولار للبرميل ليس بغير الواقعي في الظرف الراهن" و حتى و لو تجاوز البرميل هذا السعر لا يتسدعي الأمر عقد اجتماع طارئ للمنظمة". و أفاد بهذا الصدد قائلا "لا أحد دعا إلى عقد مثل هذا اجتماع" مؤكدا أن بعض دول المنظمة ترى انه لا دعي لعقده حتى لو فاق سعر برميل النفط 110 أو 120 دولار للبرميل. مشيرا -من جهة اخرى- إلى أنه ينبغى أن يكون سعرالبرميل في مستوى يسمح بمواصلة الاستثمار في قطاع النفط. ويذكر ان أسعار النفط واصلت ارتفاعاها خلال الأسابيع الأخيرة حيث بلغت يوم الجمعة الماضي عند نهاية تعاملات الأسبوع 66ر98 دولار للبرميل برنت بسوق لندن و93ر90 دولار للبرميل لسعر لايت سويت كرود في سوق نيويورك. و يذكر أن دول أعضاء في المنظمة منها ليبيا والكويت كانت قد استبعدت عقد اجتماع استثنائي للمنظمة قبل ذلك المقررعقده في جوان المقبل حتى إذا تجاوز سعر النفط الخام 100 دولار للبرميل. وقال شكري غانم أمين لجنة إدارة -المؤسسة الوطنية للنفط الليبية- مؤخرا "إن ليبيا لن تدعو لانعقاد اجتماع طارئ للمنظمة حتى إذا بلغ سعر البرميل 110 دولارات". وبرر ذلك غانم بأن "في السوق ما يكفي من النفط حاليا". و "الاوبك لا تظهر ردة فعل على حوادث عرضية من هذا النوع" في إشارة إلى ارتفاع أسعار النفط في المدة الأخيرة بأزيد من 4 دولارات. وقال غانم "لا نعتقد أن الزيادة السعرية ناتجة عن الركائز الأساسية للسوق (العرض و الطلب) بل عن عوامل مؤقتة كموجة البرد ومشكلة خطوط الأنابيب في ألاسكا و لذا لا يمكننا أخذ أي قرار أو حتى التفكير في إحداث تغيير في الأسعار المفروضة وفي مستويات الإنتاج بالاستناد إلى ثلاثة أيام متتالية من ارتفاع الأسعار". و كان قد صرح وزير النفط الكويتي قبله بان الأوبك تستبعد كليا عقد اجتماع طارئ حتى و أن بلغ سعر النفط المائة دولار. و ترى منظمة الأوبك انه لاداعي لارتفاع العرض للحد من ارتفاع الأسعار نظرا لوجود ما يكفي من الإمدادات في السوق العالمية على الرغم من توقع زيادة الطلب. و كانت قد أفادت المنظمة في تقريرها الشهري الأخير"أن الإمدادات لا تزال كافية في سوق النفط العالمية على الرغم من التوقعات بزيادة الطلب على الخام بمقدار 50 ألف برميل يوميا خلال السنة الجارية". وعزت الأوبك -التي تغطي ثلث الاحتياجات العالمية من النفط - في تقريرها أسباب ارتفاع أسعار النفط مؤخراعلى الخصوص إلى برودة الطقس في النصف الشمالي من الكرة الأرضية وزيادة التدفقات الاستثمارية على السلع الأولية مشيرة إلى أن هذا الارتفاع لا يمكن تفسيره بالكامل بتغير العوامل الأساسية في سوق النفط. و كانت قد قررت الأوبك خلال اجتماع شهر ديسمبر الماضي بعاصمة الإكوادور- كيتو- الإبقاء على حصص الإنتاج للمرة السابعة على التوالي حيث لم يتم تغييره منذ يناير 2009 بالنظر للشكوك التي تحيط بالأداء الاقتصادي العالمي سنة2011 وانعكاساته المحتملة على الطلب على النفط الخام. ويتوقع المراقبون استمرار ارتفاع سعر النفط خلال الفترة القادمة لتقارب 100 دولار مدعوما اساسا بضعف الدولار و برودة الطقس التي تضاف الى توقعات ارتفاع الطلب حيث كانت قد افادت وكالة الطاقة الدولية انها تتوقع مواصلة ارتفاع الطلب العالمى على النفط خلال العام الجاري وحتى 2015 بسبب تحسن الاداء الاقتصادي في بعض البلدان ذات الاستهلاك الواسع للطاقة.