جرت بين 08 و10 ماي الحالي، فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي حول إفريقيا، في مدينة كاب تاون بجنوب إفريقيا، أين تمّ بحث سبل مواصلة النمو الاقتصادي ومعالجة نقاط الضعف التي عرقلت مسار التنمية، من قبل حوالي 1000 شخصية بينهم سياسيون وخبراء اقتصاد ومستثمرون ونشطاء المجتمع المدني. ركّز المنتدى خلال حلقات النقاش على التنوع الاقتصادي والبنية التحتية، بالاضافة إلى جهود تثبيت الأسعار وتحقيق العدالة والتغلب علي مشكلة البطالة بين الشباب، وتفعيل الارداة السياسية لدعم أجندة التكامل الاقتصادي الافريقي، وتجديد الالتزام بتحقيق النمو في البلدان الأفريقية. وأجمع المتدخّلون على قدرة إفريقيا بلوغ نفس مراتب دول آسيا وأمريكا الجنوبية التي أصبحت أقطابا اقتصادية هامة في ظرف وجيز، بعد أن عرفت نسب الفقر والبطالة التي تعرفها اليوم معظم دول القارة السمراء. وأبدى الزعماء الأفارقة الذين تقدّموا الوفود المشاركة وعيهم بالنقائص والتحديات وضرورة تجاوزها، عن طريق الاندماج الجهوي والكلي استنادا على توصيات خبراء الشأن الاقتصادي. وكشفت النسخة ال 23 للمنتدى الاقتصادي العالمي، أنّ المرحلة الحالية التي يمر بها اقتصاد القارة، تجمع بين التفاؤل والحذر، ويعود التفاؤل إلى نسب النمو الجيدة المحققة من سنة إلى أخرى، وبلغت بين سنتي 2012 و2013 أكثر من 5 بالمائة، إضافة إلى قدرة القارة على مقاومة الأزمة الاقتصادية العالمية وتجنب انعكاساتها الوخيمة، كما ورد في تقارير صندوق النقد وابنك الدوليين الصادرة مؤخرا. بينما يمكن الحذر في استمرار ارتفاع مستويات الفقر والبطالة، وعدم حصد الأفارقة لثمار نسب النمو المسجلة، ما يفرض إعادة النظر في استراتيجيات التوزيع العادل للثروة، ومصادر الدخل الرئيسية. وشكّل تقرير البنك الافريقي للتنمية حول ضعف التنافسية محور أغلب التدخلات، حيث حدّد بدقة العراقيل الأساسية وكيفية تجاوزها، ويقول أنّه من بين 20 دولة أقل تنافسية في العالم توجد 14 دولة إفريقية، وسجل نقصا فادحا في اندماج اقتصاديا القارة والاحتياجات الملحة في البنى التحتية ممّا يعيق التبادلات التجارية داخليا وخارجيا. وقدّر التقرير الذي يصدر كل سنتين، أنّ ما تنتجه إفريقيا من الطاقة الكهربائية ل 800 مليون نسمة، يعادل ما تنتجه إسبانيا لعدد أقل ب 20 مرة من السكان، ويكاد الناتج الداخلي الخام المقدر ب 1700 مليار دولار يساوي ناتج الهند. ويخلص إلى أنّ ضعف الاندماج الجهوي والعجز المسجل في البنى التحتية، عائقان رئيسيان أمام الإنتاجية وتنويع الاقتصاد وتنمية القطاع الخاص، وتخصم هذه الاختلالات والنقائص بين 2 و3 نقاط من نسبة النمو لكل سنة . ومن التوصيات التي خرج بها المنتدى العالمي، أنّه من الواجب على القارة أن تجد صيغتها الخاصة للتنمية الملائمة، وإنهاء التبعية للإعانات الخارجية وعدم بناء الاقتصاد على ضرائب الغير، وتحرير الكفاءات، كما قال رئيس البنك الافريقي للتنمية ''دونالد كابروكا''، الذي شدّد على الاندماج وإنهاء حالة الانقسام، ورهن نجاح الاستراتيجية التي أعدّها البنك على مدى 10 سنوات لتمويل المشاريع الاستراتيجية بتحقق ذلك، بينما دعا البعض إلى انفتاح أكبر للاقتصاديات الإفريقية، وتشجيع الاستثمارات المباشرة وسلك نفس مسار الدول الآسيوية. للتذكير، ستُعقد الطبعة ال 24 من المنتدى، العام المقبل بعاصمة نيجيريا أبوجا