أعطى ممثلو التنظيمات النقابية بمنبر ''ضيف الشعب'' قراءة واقعية عن المشهد الجامعي، الذين يلعبون فيه دور الشريك الكامل، مثيرين مسائل جوهرية في إصلاح التعليم العالي يرون أنّها أساسية في التحصيل العلمي المعرفي وتخرج كفاءات جزائرية منتجة للبناء والإنماء. وذكر ممثلو التنظيمات الطلابية بالتحدي الذي رفعه الطلبة بالأمس، بانخراطهم المبكر في الثورة الجزائرية وحملهم مشعل النضال، واضعين التحرر الوطني نصب الأعين، رافضين المساومة من أجل السيادة. وقالوا في احتفائية باليوم الوطني للطالب أنّهم سائرون على هذا الدرب وتقلّد مسؤولية المشاركة في بناء الجزائر، والدفاع عنها ضد كل الأخطار والتهديدات في محيط جيوسياسي مضطرب واهتزازات ارتدادية لا تتوقف. إنّها وضعية تحسّس بها الحركة الطلابية هذه الأيام في مختلف الأنشطة المبرمجة اليوم في احتفائية يوم الطالب، مبرزين جدوى التلاحم والتآزر والتكاثف في مواصلة مسعى التحدي ووضع الجزائر فوق كل الحسابات. وقال داودي سمير، نائب رئيس الاتحاد العام للطلبة الجزائريين أنّ أهم رسالة ترفع في معركة التحدي المستمرة بأسلوب متجدد في ظرف متغير يحمل أوصاف ومسؤوليات أخرى شباب واحد مصير واحد لجزائر واحدة، وهذا الثالوث المقدّس يبقى شعار التنظيم الطلابي الذي لا يحول ولا يزول. عن رؤية الحركة الطلابية في الإصلاح الجامعي ومساهمته في تهيئة المناخ لتخرج كفاءات مؤهلة للعمل ومرافقة المؤسسة في الإنتاج وخلق الثروة والقيمة المضافة، أكد بلقاسم مخلوف من الرابطة الوطنية للطلبة الجزائريين أنّ هذه المسألة في صدارة الاهتمام الحركة الطلابية بمختلف انتماءاتها ومشاربها وقاسمها المشترك. ودعّم هذا الطرح صادق بوزيان محمد الشريف من نفس الرابطة قائلا أنّ الأولوية أعطيت على الدوام لتهيئة المناخ الجامعي لتخرج طلبة حاملين شهادات مفيدة يحتاجها سوق العمل، ويطالب بها محيط الأعمال في زمن باتت فيه المنافسة حادة ورهانها يكسب بالتحصيل العلمي المعرفي شرط الوجود. وانتقد عبد اللطيف بوزار السعيدي، الأمين الوطني المكلف بالطلبة بالاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية ما يروج من حملات هدّامة ضد الجامعة التي تخرّجت نخب تتولى مناصب قيادية في أكثر من موقع. وقال أنّ ما يقال عن منح الجامعة شهادات كاسدة يدرج في إطار الحملات التي تعاكس التاريخ، وتقدم صورة سوداوية متوقفة عند القاعدة السلبية ''كلّ ليس على ما يرام''. وحسب بومليط زين العابدين فإن أكفأ الموارد البشرية التي تسند لها مهام التسيير والتنظيم خريجة الجامعة الجزائرية، وأنّ شهرة هؤلاء الذين يوجدون في أعلى المراتب بالخارج تثبت ما للجامعة من قيمة واعتبار ومصداقية. وأعطى ممثلو التنظيمات الطلابية من منبر ''ضيف الشعب'' أمثلة عن مكاسب تحققت في الميدان بفضل إصلاح التعليم العالي والبحث العلمي، وقالوا أنّ هذا الإصلاح الذي يخضع باستمرار للتقييم والتقويم لعلاج الخلل محل اهتمام التنظيمات الطلابية بلا استثناء وإن اختلفت الرؤى حسب موقع كل واحدة. فالكل متفق على أنّ الإصلاح الجامعي ضرورة حتمية لإعطاء مؤسسات التعليم العالي حركية ومرونة وتفتح على المحيط المتغير دون البقاء أسيرة البرج العاجي. من هذه الزاوية تقرأ المتغيرات الطارئة على برامج التعليم ومنحها التجدد المستمر من خلال اعتماد نظام ''أل أم دي''، الذي يخرج كفاءات في مقتبل العمر مسلّحة بمهارات ومعارف آنية تستجيب وحاجيات المجتمع وطلبات المؤسسات الملحّة في عالم القرية الواحد الشفّاف .