مثل أكثر من 120 ألف شاب تتراوح أعمارهم بين 17 و 30 عاما أمام العدالة خلال الفترة الممتدة من سنة 1994 إلى 2007 لتورطهم في قضايا مخدرات، في حين تحاول وزارة العدل توفير آليات وقائية لتقليص عدد المغرر بهم في عالم هذه الآفة الخطيرة. و أشارت تقارير حديثة أعدتها مصالح وزارة العدل حول القضايا المعالجة من طرف المحاكم في هذا الإطار إلى أن أغلب المتورطين في استهلاك و المتاجرة بالمخدرات هم من فئة الشباب الذين تقل أعمارهم عن 30عاما و منهم قصر موزعين على مدمنين يستهلكون أنواعا من المخدرات بشكل دائم ، ما يؤدي إلى توقيفهم بصفة متكررة مقابل مروجين دائمين لمختلف أنواع المخدرات و هؤلاء يعودون لممارسة نشاط الترويج للمخدرات مباشرة بعد انقضاء عقوباتهم و الإفراج عنهم . و تحاول وزارة العدل صياغة حلول لمواجهة ظاهرة استهلاك المخدرات و تبني الحلول الوقائية مقابل تشديد العقوبات على المروجين، حيث قامت في وقت سابق بإنشاء 53 مركز استقبال المدمنين لعلاجهم و 185 خلية إصغاء. و تشير تقارير أمنية إلى أن أكبر التوقيفات تمت ابتداء من سنة 2000 بعد استقرار الوضع الأمني نسبيا و عودة مصالح الأمن لمهامها التقليدية بعد انشغالها لسنوات بمكافحة الإرهاب، إذ تم حجز كميات هائلة من المخدرات، وهي الفترة الصعبة التي دفعت بالعديد من الشباب في ظل الفراغ و البطالة و اليأس لاستهلاك المخدرات و في ظل ارتفاع الطلب ، قام المهربون باستغلال الفراغ الأمني لإدخال كميات هائلة من المخدرات و إغراق السوق بها . و تحول العديد من المستهلكين للكيف المعالج أو "الزطلة" إلى الأقراص المهلوسة المتداولة بشكل رهيب مؤخرا ، و قال مسؤول أمني يشتغل على الملف ، إن قصرا تتراوح أعمارهم بين 14 و 16 سنة يستهلكون مهلوسات تعتبر نوعا من المخدرات ولديها نفس الفعالية منهم تلاميذ . و كان العقيد جمال زغيدة، رئيس فصيلة الشرطة القضائية بقيادة الدرك الوطني، قد أشار إلى أن 74 بالمائة من الموقوفين في قضايا المخدرات من طرف مصالح الدرك الوطني هم من المستهلكين ، مؤكدا الاتجاه الفظيع في السنوات الأخيرة إلى استهلاك الأقراص المهلوسة وسط فئة الشباب، مستندا إلى أن 56 بالمائة من الموقوفين تقل أعمارهم عن 28 عاما ، مقابل إقبال محدود على الكوكايين و الهيروين رغم حجز كميات منها، و ذلك لارتفاع سعرها حيث يتجاوز سعر الغرام منها 10 آلاف دج. و تشكل قضايا المخدرات 26 بالمائة من القضايا المعالجة من طرف مصالح الدرك في إطار مكافحة الجريمة المنظمة، و ارتفع عدد الأشخاص الموقوفين من 3938 متورط سنة 2006 إلى 4047 متورط عام 2007، أي بزيادة 2.77 بالمائة، بينما أوقفت مصالح الشرطة حسب إحصائيات مديرية الشرطة القضائية 15267 متورط خلال الفترة الممتدة من سنة 2004 إلى السداسي الأول من سنة 2007. و تتصدر الجهة الغربية للوطن القائمة بالنسبة لعدد الموقوفين الذين ينحدرون من ولاتيات وهران ، تلمسان ، النعامة ، البيض، و تركز أجهزة الأمن نشاطها على تفكيك شبكات التهريب و توقيف رؤوسها .