اختتمت أمس فعاليات معرض «ذاكرة وإنجازات» للتكوين والتعليم المهنيين بقصر المعارض الصنوبر البحري حيث عرفت أجنحته توافد الكثير من الزوار لاسيما من الشباب الراغب في تكوين يضمن لهم مستقبل واعد و يستجيب لمتطلبات سوق الشغل الحالية من مهن وحرف وتكنولوجيات حديثة. واستقطب جناح التبريد الصناعي والتكييف اهتمام الزوار المتوافد على الصالون من خلال التقرب إلى معهد التعليم المهني بودربالة أحسن بالعلمة (سطيف) حيث تم توزيع 200 مطوية حسب ما أكده القائمون على الجناح ل «الشعب» في جولتها الاستطلاعية، لتعرف به وبالاختصاص وبالفرص المتاحة فيه في إطار التعليم المهني للتكوين في مهن الغد، ومن ثم ساهمت مشاركتهم في هذا الصالون في الاشهار والتعريف بهذا النوع من التكوين. في هذا الإطار أكد دراجي رقيق مهندس دولة وأستاذ متخصص في التبريد أن الشباب مهتم جدا بهذا التخصص بسبب تغير المناخ وتزايد الطلب على المبردات في ظل نقص الاختصاصين في تصليح الأعطاب والصيانة الآمنة، مشيرا إلى أن هذا التخصص موجه للتلاميذ الحاصلين على شهادة التعليم المتوسط أو ذوي مستوى أولى ثانوي لمدة خمس سنوات ونصف يستفيد خلالها الطالب من التكوين على مستوى الورشات وتربص تطبيقي لمدة شهر كل سنة إلى غاية نهاية الدراسة في مؤسسات وطنية وخاصة في إطار اتفاقية مبرمة بين الطرفين ولما لا الظفر بمنصب شغل للمتخرجين. وتبرز أهمية هذا التكوين حسب الأستاذ في ضرورة الزامية التخصص في هذا المجال تماشيا مع التطورات التكنولوجية التي يعرفها التخصص لأنها فعلا مهنة المستقبل، لأن المصلح غير المكون لا يمنح ضمانا للزبون مقارنة بالمصلح المتخصص الذي يمنح ضمانا قد يصل إلى 3 سنوات، إلى جانب إلمامه بالتركيب وصيانة أجهزة التبريد وشروط التهوية، وخدمات التركيب ما بعد البيع لمشيدي المباني، وشروط التبريد التجاري والصناعي وشروط التهوية ومواقع التدخل «الواجهات الكبيرة و المخابر الخاصة بالتحليل الغذائي ومخازن التبريد ومصانع الانتاج الصناعي». وبدوره أعرب توفيق بودلال متربص في الطور الأول متحصل على شهادة التعليم المهني درجة أولى عن اقتناعه بالخيار الذي أقدم عليه والتوجه نحو التعليم المهني، رغم تفوقه في التعليم العادي بعد الإطلاع عليه عند ملأ بطاقة الرغبات وأخذ كل المعلومات من مستشارة التوجيه ، مشيرا إلى أن تجربته كانت موفقة جدا، ولم يندم على اختياره خاصة وأنه يتم تدريس نفس المواد المدرسة في الثانوية بالإضافة الى المواد المتعلقة بتخصص التبريد ، كما استفاد من تربص تطبيقي في مؤسسة «الاسكيمو» للتبريد والتكييف، كاشفا عن طموحه في مواصلة الدراسة لمدة سنة للحصول على شهادة مهندس تطبيقي. نفس الإنطباع رصدته «الشعب» لدى المتربص محمد خماميل الذي التحق بالمعهد بعد أن رسب في السنة أولى ثانوي، مشيرا إلى أنه لم يجد صعوبة في التأقلم مع برنامج التعليم المهني، لأن الجانب التطبيقي أفاده كثيرا مقارنة بالجانب النظري، كما استفاد من تربص تطبيقي في مؤسسة «سامسونغ» الذي مكنه من الاحتكاك بالتجربة الكورية والاطلاع عليها مباشرة، مؤكدا أنه تم عرض منصب شغل لكنه فضل إتمام الدراسة للإلمام بكل ما يتعلق بهذا التخصص الذي سيدر عليه في المستقبل أرباحا طائلة. أما اسماعيل دحو تلميذ سنة ثانية متوسط اعترف بأن تخصص التبريد الصناعي والتكييف استهواه كثيرا و أنه زار الصالون للتعرف أكثر على التخصص خاصة وأنه يفكر بدراسته بعد موافقة والديه والنجاح في شهادة التعليم المتوسط .