تدفق المعارضون للرئيس المصري محمد مرسي أمس على ميدان التحرير للتظاهر والمطالبة برحيله وذلك استجابة لدعوة حملة » تمرد« في الذكرى الأولى من توليه السلطة وتأتي المظاهرات الشعبية بمختلف المحافظات المصرية بعد عامين ونصف من إسقاط نظام حسني مبارك الذي خلفه نظام منتخب أصابته الخلافات الشديدة بالشلل. وجاءت التظاهرات الحاشدة التي انطلقت عصر أمس بالقاهرة والعديد من المحافظات للمطالبة باستقالة مرسي وتنظيم انتخابات مبكرة وذلك بعد أن دعا المتحدث باسم الحملة » محمود بدر« ملايين الموقعين على استمارة« تمرد« الى النزول للشارع مؤكدا أن توقيعاتهم لن تكون لها قيمة كبيرة بدون تظاهرات واعتصامات وعصيان مدني! وكذا دعوة» البرادعي« وهو أحد قادة جبهة الانقاذ الوطني المعارضة الى المشاركة في التظاهرات السلمية وحث مرسي للاستماع الى صوت الشعب لتنظيم رئاسيات مبركة. وتزامنت حملة التمرد هذه مع تصاعد الغضب الشعبي الذي غذته الأزمة الاقتصادية التي انعكست على المواطن المصري مع ارتفاع الأسعار والانقطاع المتكرر للكهرباء وأزمات الوقود. حيث اتهمت المعارضة مرسي بالفشل في ادارة شؤون الدولة وسعيه لاخونة كل مفاصلها رغم أنه رئيس كل المصريين اضافة الى ضعف الدستور الحالي. وقد احتشدت اعداد كبيرة من المواطنين المصريين أمام مبنى وزارة الدفاع وميادين العباسية وروكسي وكوبرى القبة رافعين الاعلام مرددين كلمة » إرحل«. كما شهد مقر الاخوان بمنطقة الحضرة بالاسكندرية هجوما حيث أحرقت محتوياته وجابت مظاهرات محيط ميدان سيدي جابر وتوقفت أمام المنطقة العسكرية الشمالية ودعت الجيش الى التخلص من حكم الاخوان. ويقول زعماء ليبيراليون أن نحو نصف من يحق لهم الانتخاب وقعوا على وثيقة تطالب بالتغيير أي نحو 22 مليون شخص. أما أنصار مرسي فقد احتشدوا في ميدان رابعة العدوية شرق القاهرة معلنين اصرارهم على الدفاع عن الرئيس وعدم السماح بالانقلاب على الشرعية ولو على رقابهم بينما يحثهم مرسي على ضبط النفس حيث أعلنت جماعة الاخوان مساء السبت » النفير العام« أي التعبئة العامة لشبابها وتظاهرة مليونية بالقرب من قصر الاتحادية الرئاسي متهمين المعارضة بالانقلاب على الشرعية وعدم احترام قواعد الديمقراطية كونها هددت بإلقاء القبض على مرسي وتقديمه للمحاكمة وتعطي الرئاسة الشرفية الى رئيس المحكمة الدستورية العليا وتشكل حكومة وتقوم بحل مجلس الشورى وتعطل الدستور!! أما مرسي فقد وصف معارضيه بالخاسرين لدعمهم بلطجية من النظام السابق وستخفق حركة تمردهم كسابقاتها، وصرح لصحيفة »الغارديان« البريطانية بأنه لن تكون هناك »ثورة « ثانية في البلاد رافضا انتخابات رئاسية مبكرة وتقديمه الاستقالة لأن ذلك سيؤدي الى الفوضى. وتحسبا لمواجهات محتملة اقتنى المعتصمون برابعة العدوية الخوذ والكمامات وانتشرت قوات الأمن والشرطة لحماية المنشآت الحيوية ومؤسسات الدولة وخصوصا قناة السويس، وقد أكد الجيش بأنه سيبقى ضامنا للاستقرار في البلاد وقد حذر وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح من أن القوات المسلحة قد تضطر للتدخل لمنع اقتتال داخلي. هذا وقد ضبطت الشرطة المصرية أشخاصا بحوزتهم أسلحة، وهدد الجيش بالتدخل لمنع الاقتتال الداخلي.