تتجّه الأنظار اليوم نحو العاصمة المصرية التي ستشهد مظاهرات مناهضة لحكم الرئيس محمد مرسي وذلك بعد سنة من اعتلائه سدة الحكم، وسط تخوفات من انزلاقات خطيرة قد تقود مصر نحو سيناريو حرب أهلية، في وقت عزّز فيه الجيش انتشاره في شتى أنحاء البلاد محذّرا من أنه سيتدخل إذا لم يتمكن أطراف الصراع من السيطرة على الشارع. أفادت تقارير إعلامية مصرية أمس بأن الأحزاب والقوى المختلفة المطالبة بسحب الثقة من الرئيس محمد مرسي، أكملت استعداداتها لمراقبة فعاليات »30 يونيو« من خلال غرف عمليات مجهزة في كل أنحاء مصر، حتى يتم رصد كل ما يتعرض له المتظاهرون والإبلاغ عنه فوراً.وقالت التقارير نقلا عن محمد عرفات أمين العمل الجماهيري بحزب »المصري الديمقراطي« وعضو جبهة »الإنقاذ الوطني«، إنه تمّ تشكيل غرف عمليات مختلفة في كل أنحاء الجمهورية لمتابعة المسيرات التي تخرج اليوم للمطالبة بسحب الثقة من الرئيس محمد مرسى، على أن يتم توجيه المتظاهرين في حالة حدوث أي عنف.وأشار عرفات إلى أنه سيكون هناك غرف عمليات في جبهة الإنقاذ الوطني، وجبهة »30 يونيو« والأحزاب المختلفة في كل أنحاء الجمهورية على أن يتواجد فريق قانوني في كل غرفة على مستوى البلاد، بينما تم عمل ثلاث غرف مركزية لمتابعة سير المظاهرات والمسيرات المختلفة اليوم في ثلاثة أحزاب وهم التجمع والمصريين الأحرار والمصري الديمقراطي، لافتا إلى أنه تم تشكيل لجنة قانونية بقيادة تامر جمعة عضو حزب الدستور وفريق كامل من المحامين.يذكر بأنّ المصدر أكّد أنه تمّ الاتفاق على خروج القيادات البارزة في جبهة الإنقاذ الوطني اليوم لتقود المسيرات المختلفة التي تتوجه لميدان التحرير وقصر الاتحادية، لافتاً إلى أنّه تمّ التأكيد على الجميع الالتزام بسلمية المظاهرات والابتعاد عن العنف.إلى ذلك، نصب عدد من المتظاهرين المتواجدين بمحيط قصر الاتحادية، 19 خيمة صباح أمس ومنصة أمام »البوابة 4« الخاصة بالقصر فى شارع استعدادا لمظاهرات اليوم التي دعت إليها حملة »تمرد«، لسحب الثقة من الرئيس محمد مرسى، والمطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.وقام المتظاهرون بكتابة عبارات مناوئة لحكم الرئيس محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين على جدران القصر، منها »يسقط حكم المرشد« و»الشعب يريد إسقاط النظام« و»لا شرعية للرئيس«. ودفعت وزارة الصحة ب4 سيارات إسعاف فى شارع الميرغني بقصر الاتحادية، تحسبا لحدوث مصادمات بين مؤيدي ومعارضي الرئيس وأعلن 40 حزبا وحركة وائتلافا سياسيا تنتمي غالبيتهم إلى التيار الإسلامي، ليلة الجمعة، عن بدء الاعتصام في احد ميادين شمال القاهرة القريب من القصر الرئاسي استعداد لمواجهة المظاهرات التي تطالب بتنحية الرئيس مرسي وإقامة انتخابات رئاسية مبكرة، ونظم عدد من متظاهري ميدان رابعة العدوية لجانا شعبية لتأمين مداخل ومخارج الميدان بعد تسلحهم بالعصي والدروع الحديدية تحسبا لأي مواجهات مع المعارضين. من جهة أخرى، أفادت وسائل إعلامية أمس بأن ضحايا الاشتباكات العنيفة بين أنصار ومعارضي الرئيس مرسي التي شهدها عدد من محافظات مصر أول أمس الجمعة، بلغت سبعة قتلى وأكثر من 600 جريح بالإضافة إلى حرق مقرات لجماعة »الإخوان المسلمين«. جوان في تمام الرابعة عصرا إلى قصر الرئاسة بمدينة نصر.وحث الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس الرئيس المصري محمد مرسي وأحزاب المعارضة على نبذ العنف وبدء حوار بناء، وأضاف في مؤتمر صحفي في جنوب إفريقيا معلقا على اشتباكات وقعت في مصر قتل خلالها طالب أمريكي قائلا إنّ واشنطن تتابع الوضع بقلق، ودعا الأطراف المعنية إلى نبذ العنف قائلا إن زعزعة الاستقرار في مصر يمكن أن يمتد إلى الدول المجاورة. يأتي ذلك في وقت أشارت فيه الصحافة المصرية أمس، إلى أن مسؤولين بوزارة الدفاع الأمريكية كشفوا عن خطة طوارئ وضعتها القيادة العسكرية لتأمين مصالح الولاياتالمتحدة في مصر خلال مظاهرات الغد التي دعت إليها المعارضة المصرية لسحب الثقة من الرئيس المصري محمد مرسي والمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة. وتعمد الخطة إلى تجهيز ووضع 200 من عناصر المارينز المتمركزين بجنوب أوربا في إيطاليا وإسبانيا على أهبة الاستعداد لنقلهم جوا لتأمين حماية مقر السفارة بالقاهرة والموظفين العاملين بها بالإضافة إلى الرعايا الأمريكيين هناك في حال وجود تهديدات فعلية. وقال مصدر عسكري بالبنتاغون في تصريحات صحفية إن حالة التأهب هي مجرد إجراء احترازي يسبق الاضطرابات المحتمل أن تشهدها مصر خلال التظاهرات الكبيرة المقبلة مؤكدا أن التدخل سيتم فقط فى حالة اندلاع أعمال عنف ضد الأمريكيين. وأكّد المصدر العسكري وجود 3 سفن حربية أمريكية بالبحر الأحمر على متنها 3000 جندي من مشاة البحرية »المارينز« متواجدين بشكل احترازي لتقديم الدعم إذا ما استدعى الأمر ذلك، مشدّدا على أن الإدارة الأمريكية لا تريد تكرار الخطأ الذي حدث فى بن غازي الليبية العام الماضي حيث لم تتواجد قوات أمريكية بالقرب من المدينة لتقديم الدعم والحماية للدبلوماسيين الأمريكيين خلال الهجوم على مقر القنصلية الذي انتهى بمقتل السفير الأمريكي ودبلوماسيين آخرين. وقامت السفارة الأمريكية أمس بإجلاء 45 من أسر العاملين والدبلوماسيين إلى ألمانيا في طريقهم إلى الولاياتالمتحدة بعد قرار الخارجية الأمريكية مساء أمس الأول استدعاء الموظفين غير الأساسيين لمغادرة مصر مع عائلاتهم في أعقاب مقتل طالب أمريكي بالإسكندرية، بينما جدّدت الخارجية الأمريكية أيضا تحذيرها للرعايا الأمريكيين بتجنب أي رحلة غير ضرورية إلى مصر في الوقت الراهن بسبب استمرار احتمال حدوث اضطرابات سياسية واجتماعية.