انطلقت أمس مظاهرات »30 يونيو« التي دعت إليها حملة »تمرّد« للمطالبة باستقالة الرئيس محمد مرسي وتنظيم انتخابات رئاسية مبكرة، فيما احتشد أنصار مرسي في ميدان رابعة العدوية بشرق العاصمة المصرية. نصب المتظاهرون المناوئون لحكم الرئيس محمد مرسي، خياما في ميدان التحرير حيث يعتصم نشطاء منذ أيام ورفعوا لافتات ضد الرئيس مرسي في الساحة، التي تعد رمزا للثورة التي أفضت الى تنحي الرئيس السابق حسني مبارك في .2011 وواصل مؤيدو الرئيس المصري، من جهتهم، اعتصامهم أمام مسجد رابعة العدوية بمنطقة مدينة نصر بشرق القاهرة، معلنين إصرارهم على الدفاع عن »شرعية مرسي«، إذ يواجه الأخير تعبئة غير مسبوقة ضده، وسط مخاوف من مواجهات بين أنصاره ومعارضيه، سبق للجيش وأن حذر من أنها قد تدفعه إلى التدخل لمنع اقتتال داخلي. وبث محمد البرادعي، رئيس حزب الدستور أحد قادة جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة مساء السبت شريط فيديو قصيرا دعا فيه المصريين إلى المشاركة في التظاهرات السلمية، وطالب الرئيس مرسي بالاستماع إلى صوت الشعب الذي يريد انتخابات رئاسية مبكرة.وهناك مخاوف من أن تؤدي التحركات المناهضة لمرسي، وهو أول رئيس منتخب بعد ثورة »25 يناير« التي أطاحت بمبارك، إلى اشتباكات عنيفة، فمنذ الأربعاء قتل 8 أشخاص في صدامات شهدتها أكثر من محافظة بين أنصار الرئيس المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين وبين معارضيه. وتحدث الأسبوع الماضي وزير الدفاع، الفريق أول عبد الفتاح السيسي، لأول مرة منذ توليه مهام منصبه في أوت ,2012 عن إمكانية تدخل الجيش مجددا في الحياة السياسية، وأكد السيسي أن المسؤولية الوطنية والأخلاقية للقوات المسلحة تجاه شعبها تحتم عليها التدخل لمنع انزلاق مصر في نفق مظلم من الصراع أو الاقتتال الداخلي أو التجريم أو التخوين أو الفتنة الطائفية أو انهيار مؤسسات الدولة.وتتهم المعارضة الرئيس مرسي بأنه فشل في إدارة الدولة، وبأنه يسعى إلى »أخونة« كلّ مفاصلها، كما تتهمه بالاستبداد منذ أصدر في نوفمبر 2012 إعلانا دستوريا أثار أزمة سياسية كبيرة في البلاد.من جهة أخرى، أفادت تقارير صحفية، بنشوب اشتباكات عنيفة أمس بين عدد من المتظاهرين ومناصري مرسي بمدينة المحلة الكبرى، ما أسفر عن وقوع عدة إصابات، ويأتي ذلك في الوقت الذي شهدت فيه المحافظات المصرية تظاهرات مؤيدة لشرعية الرئيس وأخرى مناوئة تطالب بانتخابات رئاسية مبكرة.وبحسب الموقع الإلكتروني لصحيفة »الوفد«، فقد فوجئ المتظاهرون حينها بهجوم مجموعة من شباب الإخوان، وإطلاق أعيرة نارية، وإلقاء الحجارة عليهم لترهيبهم ومنعهم من استكمال المسيرة ودخولها ميدان الشون، وشهد شارع البحر الرئيسي بالمحلة حالة من الكر والفر والتوتر بسبب وقوع إصابات وسط صفوف المتظاهرين. وقالت وسائل إعلام إن بعض مقرات حزب »الحرية والعدالة« الذراع السياسي للإخوان المسلمين الذي ينتمي إليه الرئيس مرسي، تعرّضت في عدة أنحاء من مصر لاعتداءات صباح أمس. واقتحم عشرات المتظاهرين مقر الحزب بمنطقة الحضرة في الإسكندرية، في الساعات الأولى من صباح أمس، وألقوا محتوياته في الشارع، وتمكن بعض الأهالي من إخراج المتظاهرين من المقر، بحسب ما أوردته صحيفة »المصري اليوم«، بينما اتهم المتحدث باسم حملة »تمرد« وجبهة الإنقاذ الوطني بالاستعانة ببلطجية للهجوم على مقرات الإخوان المسلمين، حسب قوله.وكان الرئيس محمد مرسي التقى بمقر قصر القبة الرئاسي، السبت، أعضاء مجلس الأمن القومي الذي يضم وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي ورئيس الاستخبارات اللواء رأفت شحاتة، لبحث تطورات الأحداث الجارية وسبل مواجهة أعمال العنف التي قد تشوب الظاهرات ، المطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة، كما التقى الرئيس مرسي بوزير الداخلية، للوقوف على آخر الاستعدادات الأمنية وتأمين المنشآت الحيوية.كما التقى الرئيس مرسي، السبت، قيادات وممثلي الأحزاب والقوى الإسلامية، حيث تناول اللقاء الموقف الداخلي الراهن وبحث سبل التعامل معه، وشدد الرئيس على ضرورة الحفاظ على السلمية والالتزام بها، وضبط النفس، وأنه لا تهاون فى تطبيق القانون على الجميع.وأكد الرئيس خلال لقائه بممثلي الأحزاب على دور مؤسسات الدولة فى حماية المواطنين والمنشآت العامة والخاصة، بينما شدد الحاضرون على تمسكهم بالشرعية وضرورة الاحتكام للصناديق فى الانتخابات البرلمانية ونبذ العنف والتمسك بالسلمية ودعوة كافة الأطراف الداعية للتظاهر للوفاء بمسؤولياتها تجاه المظاهرات التي يدعون إليها والحفاظ على سلميتها.يذكر أن الأحزاب الإسلامية التي حضرت اللقاء هي الحرية والعدالة والنور والبناء والتنمية والراية والوسط والوطن والعمل الجديد والحزب والإسلامي والأصالة والفضيلة والتوحيد والعربي وحزب الإصلاح السلفي.