توافد آلاف المتظاهرين ظهر أمس، على شمال القاهرة للمشاركة في الحشد الذي دعت إليه الأحزاب والقوى الإسلامية للأسبوع الثاني على التوالي للدفاع عن شرعية الرئيس محمد مرسي وذلك قبل يومين من مظاهرات دعت إليها المعارضة أمام القصر الرئاسي للمطالبة بإسقاطه وتنظيم انتخابات رئاسية مبكرة وقد دعا قياديون في تحالف الأحزاب والقوى الإسلامية المشاركة في مظاهرة أمس والذي يضم بالخصوص جماعة الإخوان المسلمين وحزبها »الحرية والعدالة« الحاكم في مصر أنصار التيار الإسلامي إلى الاعتصام ابتداء من اليوم بالميادين الرئيسية عبر المحافظات إلى غاية 30 جوان لحماية الشرعية والتصدي لمحاولات الالتفاف عليها. وقام عدد من الإسلاميين بنصب خيمهم أمام احد المساجد بميدان رابعة العدوية في شمال القاهرة وذلك استعدادا للاعتصام تزامنا مع تظاهرات الجمعة. وتتزامن مظاهرة أمس، للحركة الإسلامية مع زيادة حدة الاحتقان في الشارع بين مناصري ومعارضي الرئيس مرسي وحالة الاستقطاب على خلفية خطاب مرسي ليوم الأربعاء الذي اتهم فيه المعارضة والقضاء والإعلام بالعمل على الالتفاف على الشرعية فيما قال أنصاره أن ردود الأفعال حول الخطاب تبين أن المعارضة وأتباع النظام السابق يصرون على الاستمرار في تنفيذ خطة للانقلاب على الرئيس وأنهم لن يسمحوا بذلك. وتظهر تطورات الأحداث التي شهدتها عدة محافظات الأسبوع الفارط ولا سيما في أعقاب هذا الخطاب، أن الجدل بين المناصرين والمعارضين للرئيس بدأ يخرج عن نطاق السيطرة وتحول من تبادل التهم اللفظية إلى نطاق الصدامات العنيفة في الشارع حيث تم تسجيل حتى ليلة الخميس سقوط 4 قتلى جميعهم من مؤيدي الرئيس مرسي إضافة إلى إصابة أكثر من 430 مصاب في اشتباكات شهدتها عدة محافظات. وأفادت تقارير صحفية أن اشتباكات دامية وقعت صباح اليوم بين معارضين وأعضاء من حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين بإحدى قرى مدينة المحلة الغربية استعمل خلالها السلاح الآلى مما أدى لسقوط عدد كبير من الإصابات. وكانت جبهة الإنقاذ المصرية المعارضة، قد أعلنت في بيان لها رفضها دعوة الرئيس المصري للحوار وقالت إن خطاب مرسي لم يزدها إلا إصرارا على التمسك بالدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة من أجل تحقيق أهداف الثورة ودعت المصريين للخروج بالملايين في مظاهرات سلمية نهار غد الأحد في الذكرى الأولى لوصول مرسي إلى سدة الرئاسة وذلك من أجل إعادة ثورة 25 جانفي إلى مسارها الصحيح. وتثير حالة الاستقطاب الحادة بين المعارضين والمؤيدين للرئيس تخوفات وتحذيرات من أن يتطور الموقف إلى حرب أهلية وقد دعا سياسيون وشخصيات مصرية وجهات أجنبية إلى تدخل جهات مؤثرة مثل المؤسسات الدينية -الأزهر والكنيسة -والقيادات العسكرية للضغط على مختلف الأطراف لحثها على التهدئة. وفي هذا الإطار دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون جموع المصريين إلى الالتزام بالمبادئ العالمية للحوار السلمى ونبذ العنف مؤكدا على حق المصريين في التظاهر السلمى مع التمسك بأحكام القانون. ونوه بان كي مون إلى أن من واجب المجتمع الدولى مرافقة التحول الديمقراطي في مصر في هذا الظرف الصعب مع الاهتمام المستمر وتقديم مساهمات ذات مغزى بما يصب في مصلحة جميع المصريين. ومن جهتها قالت وزارة الخارجية الروسية الخميس إنها تتابع تطورات الوضع في مصر وحثت السلطات المصرية وكل القوى السياسية في البلاد إلى العمل في إطار القانون وتجنب أعمال العنف. وعبرت الخارجية الروسية عن أملها بأن تعمل كل الأطراف المصرية خلال هذه المرحلة الصعبة على تجنب العنف والسعي لإيجاد حلول مقبولة بالنسبة للجميع لحل الخلافات عبر الحوار والتوافق مجددة تحذيرها للرعايا الروس في مصر على إتباع الحذر. كما عبرت قيادات عسكرية أمريكية ومنهم وزير الدفاع تشاك هيجل خلال لقاء مع الصحافة الأمريكية أمس الأول - حسب ما نقلته صحف مصرية - عن قلقها إزاء الأزمة السياسية التي تشهدها مصر، مؤكدين على الدور الهام الذي يتحمله الجيش المصري للحفاظ على استقرار البلاد خلال الفترة الحالية.