تنقل الفريق أحمد قايد صالح، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، منتصف الأسبوع الجاري إلى ليبيا، في زيارة رسمية تأتي بدعوة من أمين اللجنة الشعبية الليبية تندرج "في إطار تعزيز العلاقات والتعاون الأمني"، لكنها برأي مراقبين، تهدف إلى تفعيل التعاون في مجال مكافحة الإرهاب من خلال تشديد رقابة أكبر على الحدود التي تحولت إلى فضاء نشاط الجماعات الإجرامية المختصة في تهريب المخدرات والأسلحة التي أثبتت التحقيقات الأمنية، أنها مصدر تمويل الجماعات الإرهابية. إضافة إلى مسألة الهجرة غير الشرعية التي تستغلها هذه التنظيمات الإرهابية لتمرير الإرهابيين، وكانت مصالح الدرك الوطني وحرس الحدود، قد ضبطت في الأشهر الأخيرة، كميات من الأسلحة الحربية والذخيرة الحربية، تم تهريبها عبر الحدود الجزائريةالتونسية، والحدود الجزائرية الليبية، إضافة إلى حجز هواتف من نوع "ثريا" كانت مهربة وموجهة إلى نشطاء تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، وفي نفس السياق، زار هذا الأسبوع، وفد تونسيالجزائر وعقد لقاءات مع مسؤولين أمنيين في المديرية العامة للأمن الوطني، وضباط سامين في الجيش، حول سبل التعاون في مجال مكافحة الجريمة بأشكالها، يتصدرها الإرهاب، خاصة بعد الأعمال الإرهابية التي عرفتها تونس، وتعد الأولى من نوعها. كما التقى وفد أمني موريتاني، مسؤولين سامين في الجيش والدرك الوطني، وتندرج هذه الزيارة أيضا في إطار مساعي ترقية التعاون الأمني والقضائي، في مجال التحقيقات القضائية، ومحاربة الجريمة بأشكالها، حسب مصادر مسؤولة من الدرك الوطني، لكن مراقبين يدرجون هذه التحركات ضمن مساع لترقية التنسيق الأمني بين بلدان المغرب العربي في مواجهة تهديدات تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، التي ترمي إلى مد تواجدها في دول الساحل الإفريقي، وتسعى لتفعيل النشاط الإرهابي بالمنطقة والخروج عن "الطابع المحلي.. للعمليات الإرهابية" وسبق للجزائر، أن دعت لتعاون أمني فعال لمواجهة الإرهاب بين بلدان المنطقة والهجرة غير الشرعية، بتشديد الرقابة على الحدود وتضييق الخناق على شبكات التهريب التي تنسق مع الجمعات الإرهابية وقطع التمويل عنها، في ظل التحريات التي تشير الى شراء الأسلحة بعائدات المخدرات، ومقايضة القنب الهندي بالمتفجرات، وكانت الجزائر تشدد في كل مناسبة، على أن أمن المنطقة يتوقف على تنسيق أمني مشترك، وسبق للعاهل المغربي محمد السادس أن طرح هذه الرغبة، في رسالة رسمية لرئيس الجمهورية بعد التفجيرات الإنتحارية بالدار البيضاء المغربية، لكن اليوم توجد مساعي لتجسيدها ميدانيا. نائلة.ب:[email protected]