بالامس فقط كانت ازمة الدقيق ثم الحليب فالبطاطس ولو لا تدخل الدولة لحدث ما لا يمكن تصوره واليوم لا يبدو الخطر قد زال وان كان الاستقرار قائم امام مؤشرات تنذر بما لا يمكن مواجهته الا بالعمل وبالسرعة المطلوبة للاحتياط بالنظر الى اتساع رقعة الاثار السلبية المباشرة للازمة المالية العالمية واولها التراجع العنيف لاسعار المحروقات المصدر الاوحد للتنمية ببلادنا للاسف نقولها بمرارة. من واجب وحق الراي العام ان يعرف من الجهات المعنية ماذا تحقق في مجالات حساسة مرتبطة بالامن الغذائي وقد خصصت لها السلطات العمومية بحرص من رئيس الدولة تمويلات وتحفيزات واعفاءات غير مسبوقة. الى اين وصلت مشاريع انشاء مزارع لتربية الابقار وانتاج السلالات ذات الميزة الاقتصادية وما هي المساحات المخصصة لانتاج القمح والشعير والاعلاف وماذا عن انتاج بذور البطاطس ن انها اسئلة من غيرها تصب في صميم الموضوع الذي لا بعد بسيطا على الاطلاق. لا يمكن البتة ان تكون كل تلك البرامج مجرد صرخة في واد فيحصل كما حصل لبرامج سابقة تحايلت عليها عصابات المشاريع الوهمية فاخذت الاموال بلا رد فعل اقتصادي يشفع لها لدى الاجيال . من يتحايل على من ومن يسرق من في وقت تطرح فيه اشكالية ازمة اقتصادية عالمية سوف تاتي على مجتمعات بكاملها فما بالك باشخاص جعلوا جمع المال همهم الاوحد فتلتهم راسمال وفوائد كل من لم يتجند مؤسسات وافراد لمواجهة الموقف بالعمل الخالص لفائدة الامة عامة التي تستمد منها فائدة الافراد في حدود الاطار المقبول. ان القطاع الخاص الوطني لديه من الموارد المالية ما يمكنه تغيير وجه الواقع الراهن لو يزج بجزء منها في قطاعات جادة من الفلاحة الى الصناعة الصغيرة التحويلية والصيد وتمويل بعض برامج الابحاث العلمية والابتكارات ولكن للاسف هناك شريحة واسعة منه لا ترد حتى جميل الانتفاع الفاحش من التمويلات العمومية فتراهم يتنافسون على اكتساب الرفاهية الزائفة واللهث وراء امتلاك العقارات الفخمة وهم في الحقيقة لا يزنون رطلا امام نظرائهم في بلدان اخرى اكثر تماسكا ومتانة اجتماعيا. قلائل اولئك الذين يؤمنون بان مستقبلهم وعبر الاجيال يكمن في مستقبل الجزائر التي تملك كل مؤشرات النهضة الاقتصادية ولكنها لم تحسن بعد جمع عناصرها القوية امام سلطة البيروقراطية ومختلف اشكال الفساد القاتلة للارادة والمفسدة للنوايا. ان القطاع الخاص معني اليوم اكثر من أي وقت مضى بالاسهام في برامج التنمية كطرف فاعل يرافق الدولة في شق الطريق المستقبلية وعدم الوقوف كالشحات والمترصد للخزينة العمومية ينهش منها كلما سنحت الفرصة . ------------------------------------------------------------------------