الشهيد أراد أن يكون محو آثار الاحتلال المشروع الأساسي للجزائر أكد الدكتور لحسن زغيدي، أستاذ مادة التاريخ بجامعة الجزائر خلال إبرازه خصال الشهيد البطل زيغود يوسف، بمناسبة ذكرى استشهاده المصادف ل23 من سبتمبر، أن هذا البطل وقبل أن يكون مسؤولا استراتيجيا وعسكريا، كان يمثل عبقرية وذكاء خارقا، كما كان وطنيا بالدرجة الأولى، وتعلم النضال السياسي بحزب الشعب الجزائري منذ 1937 عندما كان في سن المراهقة، حيث لم يتجاوز سنه آنذاك 17 عاما. وذكر المتحدث ثلاثة مطالب أساسية كان يريدها الشهيد زيغود يوسف للجزائر، تتمثل في المعرفة والصحة والعدالة الاجتماعية، فأراد أن تكون المدرسة للجميع وأن يكون المشروع الأساسي للجزائر محو أثار الاحتلال للأبد . ومكنت الصفات والخصال الكبيرة التي أبداها في صفوف هذا الحزب، حسب الأستاذ زغيدي من اختياره ليكون عضوا بالمنظمة السرية لحزب الشعب الجزائري التي تم إنشاؤها عام 1947 للتحضير للثورة المسلحة، وبكشف المنظمة السرية ألقي القبض على زيغود يوسف ليزجّ به في سجن عنابة، حيث تمكّن من الفرار مع اثنين من مرافقيه. وتحدث الأستاذ في المحاضرة التي ألقاها بالمناسبة أمس، بمنتدى المجاهد، عن ذكاء ودهاء الشهيد الذي استغل حرفته كحداد، ليحول ملعقة إلى مفتاح تمكّن بواسطته الفرار من السجن والالتحاق بمنطقة الأوراس، المنطقة التي انبهر بها وبعادات وشجاعة سكانها. وكان حسب المحاضر، من ضمن مجموعة ال22 شخصية وطنية التي اتخذت قرار تفجير الثورة. وتأكدت الصفات الكبيرة لهذا الشهيد طوال مساره النضالي، وذلك بعد استشهاد المسؤول الأول للمنطقة الثانية ديدوش مراد، ليحمل بعده المشعل لمواصلة مسيرة الثورة التي عرفت في عهده تحولا كبيرا، إثر الهجمات الكبرى ل20 أوت 1955، حسبما أضاف نفس المتحدث، الذي أضاف أن الشهيد الذي قال لزوجته إنه سوف لن يرى الاستقلال وأنه يفضل الاستشهاد على ذلك، طبق استراتيجيته الخاصة وهي الثورة الجماهيرية، وشرع في التجنيد الجماهيري وطلب من القيادات أن يندس بين الشعب لتفادي متابعات البوليس الفرنسي. وعندما جاء جاك سوستال بداية 1955 حين بدأت فرنسا التركيز على الأوراس، اضطر زيغود إلى اللجوء إلى المشرق العربي لجلب السلاح، وقرر إشراك الشعب لأول مرة كرسالة للعالم ولمجموعة باندونغ التي تعهدت على نقل القضية، باعتبار أن العمل الداخلي يعني وجود ثورة، ولذلك يضيف الدكتور زغيدي، نجحت عملية 20 أوت التي كان لها بعد إقليمي ودولي. وأقنعت هذه الأخيرة القادة السياسيين بمختلف ألوانهم واتجاهاتهم أن ينظموا إلى الثورة، لإبراز أنّ ما يجري في الجزائر هي ثورة شعبية. ويقول المحاضر، إن زيغود هو الذي أدّى إلى تراجع مختلف الحركات التحررية وانضمامها إلى الثورة، كما أنه هو الذي جعل من جبهة التحرير الوطني وعاء يضم كل الجزائريين، وبفضل ذلك، تم انضمام جمعية علماء المسلمين وجاء إضراب الطلبة. وبعد هذه التطورات، كان لا بد من انعقاد مؤتمر وطني، تقرر مبدئيا أن يكون في بوزعرور بعدها بالخضرية ثم نقل إلى الصومام.