يحتفي الديوان الوطني للثقافة والأفلام بالفنانة القديرة الراحلة كلثوم، التي تركت رصيدا فنيا ثريا في مجال الفن السابع والرابع، حيث يتم عرض بقاعة الموقار أيام 28، 29 و30 نوفمبر الداخل مجموعة من أفلامها التي أثرت بها الفن الجزائري.. يأتي هذا العرض في إطار تكريم واحدة من الفنانات الجزائريات العريقات اللواتي خدمن الفن الجزائري، ونهضن به ليحتل له مكانة في العالم العربي، حيث ناضلت الفنانة كلثوم على مدار 70 سنة لإحياء الفن الجزائري، لتكون أول إمرة جزائرية تعتلي ركح المسرح، أين اقترن اسمها بأعمال راسخة في ذاكرة الفن الرابع إلى جانب عميد المسرح محيي الدين بشطارزي الذي اقترح عليها اقتحام هذا العالم، تاركة بذلك في رصيدها أكثر من 70 مسرحية و20 فيلما، حيث مكنها «وقائع سنوات الجمر» من أن تكون أول امرأة عربية تمشي على البساط الأحمر في مهرجان «كان» السينمائي سنة 1967. ويكون عشاق المسرح على موعد مع فيلمين سينمائيين للفنانة كلثوم، هما «ديسمبر» للخضر حمينة و»ريح الأوراس» لذات المخرج والكاتب عبد الحميد بن هدوڤة، حيث يعد هذا الفيلم أبرز محطة في تاريخها الفني، ويصور معاناة أم من الأوراس توفي زوجها إثر قصف جوي للمنزل، واعتقال الجيش الفرنسي أيام الاستعمار للابن، الأم لم تيأس في البحث عن ابنها رغم الصعاب والمعوقات وضعف الحال، فجالت من معتقل لآخر عسى أن ترى فلذة كبدها، وفي مشهد درامي تموت الأم عند السلك الشائك الذي يحيط بمكان اعتقال ابنها رغبة منا في الاقتراب أكثر منه. للتذكير الفنانة «عائشة عجوري» الشهيرة بكلثوم من مواليد1920 ، اقتحمت عالم الفن في سن الثالثة عشرة، كفنانة راقصة ضمن إحدى الفرق التونسية، غير أن الخشبة استهوت الفنانة كلثوم لتنظم إلى فرقة بشطارزي، بعد ثلاث سنوات عندما انضمت إلى فرقة المسرح العربي التابعة لقاعة الأوبرا التي أغلقت في .1955 التحقت كلثوم بالمسرح الوطني مباشرة بعد الاستقلال الوطني، حيث أبدعت في المسرحية التاريخية الشهيرة «أبناء القصبة» مع الفنان القدير مصطفى كاتب، لتواصل عطائها الفني مع كبار الفنانين الجزائريين، حيث قدمت «حسان طيرو» مع الراحل رويشد، وشاركت إلى جانب سيد أحمد أقومي، يحيى بن مبروك، سيد علي كويرات، عبد القادر علولة وغيرهم.. كما ولجت الفنانة عالم الغناء لفترة قصيرة وسجلت قبل سنة 1962 خمس أسطوانات غنائية من بينها «يا أولاد العربان و»عهد اثنين».