أكد وزير السياحة والصناعات التقليدية محمد أمين حاج سعيد على أهمية المحطات المعدنية في بعث السياحة الداخلية وترقية المنتوجات التقليدية، من خلال تخصيص أروقة (السويقات) لعرض هذه الأخيرة، قصد الترويج بالتراث الجزائري الذي تحتفظ به، وتسويقه على نحو أوسع. أعلن وزير السياحة والصناعة التقليدية في رده عن سؤال حول الموضوع خلال نزوله أمس ضيفا على «الشعب»، بأن الحكومة الجزائرية سطرت برنامجا لإعادة الاعتبار وعصرنة 8 محطات حموية مفيدا بأن المشروع أوكل لمكتب دراسات أجنبي (اسباني)، ينتظر ان ينتهي من عمله جوان 2014، مضيفا بان الجزائر تتوفر على 63 محطة معدنية. وأبرز في هذا السياق بان هذا البرنامج خصص له غلاف مالي بقيمة 12 مليار د.ج موجه للمحطات الحموية المتواجدة بولايات كل من قالمة وبسكرة وسطيف وعين الدفلى وتلمسان ومعسكر وعين تموشنت وسعيدة وهي المحطات المسيرة من طرف شركة تسيير مساهمات الدولة (فندقة وسياحة)، مشيرا إلى ان هناك حمامات ذات صبغة دولية بالنظر إلى المميزات الخاصة التي تتمتع بها، والتي يمكن ان تصبح وجهة سياحية بامتياز مثل حمام بوحجر، وحمام ربي. وأكد المسؤول الأول على القطاع حرص الحكومة الشديد على إعطاء كل الأولوية للسياحة المحلية لا سيما منها السياحة الحموية، لما لها من أهمية قصوى في حياة المواطن الجزائري، كما أنها سياحة لا تتأثر كما قال بالمواسم فهي تستقطب السواح على مدار السنة، على أساس ان المنابع الحموية في الجزائر، تلقى رواجا شعبيا منقطع النظير، لما تنطوي عليه هذه الأمكنة المتميزة من قيمة سياحية وثراء إيكولوجي وبعد ترفيهي، إضافة إلى ما توفره من منافع صحية جمّة، نظرا لقدرة مياهها على علاج قاصديها من عدة أمراض، على نحو صارت معه هذه «السياحة الحموية» رافدا اجتماعيا وقبلة مفضلة للباحثين عن العلاج والاستجمام. تندرج السياحة الحموية كما أوضح الوزير في سياق تنمية السياحة الداخلية وتنويع مجالاتها لضمان حركية متواصلة ومتوازنة طيلة السنة حتى لا يقتصر المجال السياحي فقط على فصل الصيف، وحتى تحظى بقية مناطق البلاد من الترويج لوجهتها السياحية كل واحدة حسب خصوصياتها، علما بأن الجزائر كما قال تمتلك محطات حموية الوحيدة من نوعها على المستوى الإفريقي كما هو الحال بالنسبة لحمام «كنيف» المتواجد بولاية خنشلة، الذي ينفرد بكونه بخاري فقط، لكنه مهمل تماما ويوجد في حالة يرثى لها. تتمثل أهمية السياحة الحموية كما ذكر في كونها لا تتأثر بالموسمية وتشهد إقبالا على مدار السنة مضيفا بأنه «وخلافا لما يعتقده البعض فإن هذا النوع من السياحة لا يخص فئة السن الثالث فقط أي الأشخاص المسنين وإنما هي محل اهتمام وإقبال لكل شرائح المجتمع وفئاته العمرية بما فيها فئة الشباب وكذا الأطفال، الذين ستجهز لهم أماكن في هذه المحطات والحمامات للترفيه بالألعاب المعدنية». كما تشكل المحطات المعدنية أماكن هامة لترقية الحرف التقليدية وتسويق منتوجاتها، وستستغل السويقات التي تقام في أروقتها، لبعث التراث التقليدي المميز لكل منطقة بها حمامات، حتى تساهم في إعطاء دفع للساحة المحلية، واستغلال هذا التراث لخلق نشاطات سياحية، تساهم في المحافظة على التراث الوطني وكذا خلق مناصب العمل، وإعطاء هذا القطاع قيمة مضافة ليساهم في الجانب الاقتصادي.