تفصلنا 90 دقيقة عن المونديال .. تلك هي الجملة التي يرددها الجمهور الجزائري الذي ينتظر بشغف وتفاؤل كبيرين مباراة اليوم بين المنتخب الوطني ونظيره البوركينابي في إطار الدور الحاسم –إياب- لتصفيات مونديال 2014 المقررة بملعب مصطفى تشاكر .. ويحوز « الخضر» فرصة كبيرة للعب المونديال للمرة الرابعة، والثانية على التوالي .. بعد اللقاء البطولي الذي لعبه في الذهاب بواغادوغو والذي عاد للبوركينابيين ب 3 -2 . أي أن أشبال هاليلوزيتش لهم أسبقية بسيكولوجية كونهم سجلوا هدفين في مرمى المنافس خارج الديار . ويكفيهم الفوز بهدف وحيد لجعل حلم الملايين من الجزائريين حقيقة واقتطاع التأشيرة للمشاركة في أكبر عرس كروي ببلاد الصامبا . فالتفاؤل هو سيد الموقف، سواء عند اللاعبين أو الجمهور، بالنظر للإمكانيات الكبيرة للتشكيلة الوطنية، و قربها من الهدف بشكل معتبر .. بالرغم من أن المهمة لن تكون صعبة .. لان كرة القدم ليست علوم دقيقة والمنافس سيأتي الى الجزائر من اجل الدفاع على تقدمه الطفيف . اللاعب الجزائري يصنع الفارق في مثل هذه الظروف فالعزيمة الكبيرة التي تطبع اللاعب الجزائري كانت دائما تصنع الفارق، وفي مثل هذه الظروف يكون التحدي للوصول الى الهدف من خلال تاريخ المواجهات التي لعبها الفريق الوطني من قبل .. مثل ما رأينا في ملحمة أم درمان التي تعود دائما الى الاذهان .. و بالتالي فإن مباراة اليوم ستلعب على هذا المستوى من خلال التحضير المعنوي الجيد الذي ركز عليه الطاقم الفني في التربص الطويل الذي أجراه . وخلال الندوة الصحفية التي نشطها الناخب الوطني ذكر أنها محطة حاسمة في حياته هذه الأمور التي قدمها للاعبين الذي يكونون جد مركزين للوصول الى الهدف عشية اليوم «بمساعدة» الالاف من الانصار الذين يسعفهم الحظ لحضور المباراة وملايين العيون التي سوف تكون أمام الشاشة للتحضير للاحتفال في حالة تحقيق ماننتظره، أي كسب تأشيرة المونديال . وعلى الميدان ، فإن الناخب الوطني عمل من أجل تحضير أحسن تشكيلة يراها أنها بإمكانها لعب مباراة في القمة، بعد أن عاين اللاعبين وكذا المنافس .. بالاضافة الى بعض النقاط التي ذكرها في اللقاء الصحفي الذي نشطه يوم الجمعة الماضي .. لذا فان كل المعطيات تصب في منحى أن الظرف لا يسمح باجراء تغييرات على التشكيلة، ما عدا تلك التي تبدو ضرورية كون « الكوتش وحيد» عمل مع مجموعة أعطت له اشياء جد ايجابية، وسوف لن « يفسد» ما عمله في الخطوة الاخيرة التي تتطلب عنصرين أساسيين ، وهما : التجربة والتنسيق . مبولحي .. الحارس الأساسي وبالتالي، فإن حراسة المرمى بالرغم من الكلام الكثير الذي قيل عن الحارس مبولحي وعدم لعبه في ناديه الا انه الاختيار الاول للطاقم الفني، بفضل التجربة التي اكتسبها والثقة التي يتمتع بها مع المدافعين .. فتجديد الثقة فيه في كل الظروف التي مر بها الحارس وكذا الفريق الوطني يجعله في مقدمة الاختيارات. أما الخط الذي قد يعرف بعض التغييرات مقارنة بالمباراة الاخيرة التي جرت بواغادوغو، هو الدفاع الذي سيضطر هاليلوزيتش للاعتماد على خوالد أم ماندي وفي هذه الحالة ، فان لاعب اتحاد العاصمة هو المرشح بقوة لشغل المنصب كونه لعب بشكل جيد في المقابلات التي تم الاعتماد عليه وبنيته المورفولوجية تسمح له تحمل عبء المباراة .. ويبقى الاستفهام مطروحا في الجهة اليسرى أين توجد الأمور في نقطة مبهمة كون غولام يتمتع بلياقة ممتازة، وقوته الهجومية تفيد الفريق الوطني، في الوقت الذي تصب تصريحات الناخب الوطني نحو إدراج مصباح في القائمة الأساسية ؟؟ بوقرة .. التجربة والأمان في حين ان محور الدفاع، وفي غياب بلكالام فإن مجاني سيساعد بوقرة .. هذا الاخير الذي يعتبر في هذه المباراة نقطة تقاطه كل الاشياء المهمة، باعتباره قائد الفريق، والتجربة الكبيرة التي اكتسبها بمشاركاته العديدة ، لا سيما المونديال سوف يمتص بها الضغط على زملاءه . وبما ان مهدي مصطفى لن يلعب في الدفاع، فإنه يعود الى منصبه الاصلي في الوسط لمد يد المساعدة للخط الخلفي ، كون لحسن لايوجد في حالة جيدة تسمح له بشغل المنصب في مباراة فاصلة كهذه . ويساعد مصطفى لاعب انتر ميلانو تايدر الذي تجدد فيه الثقة باعتباره دينامو حقيقي للفريق الوطني قدم الاضافة منذ التحاقه ب « الخضر « .. وسيكون له دور هجومي اكثر كون طابع المواجهة يحتاج لنوع من التقدم نحو الأمام .. اين سيكون رفقة فغولي الشحنة التي تقدم الكرات الحاسمة لثنائي الهجوم المكون من سليماني وسوداني . خطة ذات طابع هجومي .. لكن ؟ فالاستراتيجية ستكون مركزة على خطة 4 – 4 – 2 ، بلعب هجومي اكثر مقارنة بلقاء الذهاب، اين توجد عدة سيناريوهات تخطر ببال المتتبعين ، واحسن سيناريو ننتظره هو ان الفريق الوطني يتمكن من التسجيل في الدقائق الاولى لدفع المنافس على فتح اللعب واخراجه من منطقته .. وكذا تجنب الوقوع في التسرع مع مرور الوقت اذا لم يسجل رفقاء فغولي ... بوركينا فاسو .. بعض نقاط ضعف فالفريق البوركينابي الذي قام بقفزة نوعية معتبرة في السنوات الاخيرة ان اصبح حضرا في الادوار المتقدمة للمنافسات نشط نهائي كأس افريقيا الاخير ، وتكمن نقطة قوته اللعب الجماعي، وكذا القوة البدنية المعتبرة لعناصره، الى جانب المهارة الفردية لبعض عناصره امثال بيترويبا والان طراوري .. واستطاع المدرب البلجيكي بول بوت من اعطاء الاضافة البسيكولوجية لهذا الفريق الذي حضر بالمغرب، والحلم يراوده في ضمان التأهل لاول مرة الى كأس العالم ..ومن جهة اخرى يعرف الكثير عن الفريق الوطني بفعل مواجهته مرتين في ظرف قصير . لكن نقاط ضعفه بدت ظاهرة في الدفاع الذي يتسم بالثقل ونقص التجربة في المواعيد الكبرى، بالاضافة إلى النرفزة لبعض لاعبيه .. بالرغم من أنه سيستعمل كل الوسائل للوصول الى نرفزة اللاعبين الجزائريين . الموعد كبير ... فالموعد كبير اليوم ويتعلق الامر بمكان في المونديال، الذي يعد أغلى هدية التي سيقدمها أشبال هاليلوزيتش للشعب الجزائري .. وأكبر دليل هو التحضيرات التي شهدتها كل المدن عبر ارجاء الوطن والشغف الكبير الذي ظهر اثناء بيع التذاكر .. كما ان الفريق الوطني حسم في كل مرة تأهله الى المونديال عندما يقترب من الهدف ....