نجحت الدبلوماسية الجزائرية في التخفيف من الضغط الممارس على الجزائر من خلال حدودها، حيث كانت لمواقف الجزائر تجاه محاربة الإرهاب في الساحل وخاصة في مالي الأثر الإيجابي في إيجاد مخرج للأزمة المالية وتحقيق المصالحة في هذا البلد دون التدخل في شؤونه الداخلية وهو بدأ يمد ثماره. ودعم هذه المواقف زيارات رمطان لعمامرة، وزير الخارجية، من بعد الجولة التي قام بها لدول الميدان موريتانيا والنيجر ومالي في صورة تؤكد الاستمرارية في متابعة مختلف القضايا الإقليمية وعدم ترك الفراغ يفعل فعلته وبالتالي تمكنت الجزائر من استباق أية أزمات مفتعلة على الحدود. ويضاف لتحركات الجزائر استقبالها للعديد من الشخصيات، على غرار راشد الغنوشي، زعيم حزب النهضة في تونس، والباجي قايد السبسي، أحد كبار الشخصيات السياسية المؤثرة في تونس وهو ما من شأنه أن يرفع مستوى التعاون والتباحث حول محاربة الإرهاب وتأمين المناطق الحدودية أكثر فأكثر خاصة بعد الأحداث التي شهدها جبل الشعانبي بتونس والواقع على الحدود مع الجزائر. كما بادرت الجزائر بتوجيه برقية تهاني للملكة المغربية بمناسبة عيدها الوطني تأكيدا منها على تفضيلها الطرق الدبلوماسية المبنية عل الأعراف خدمة لمصالح الشعوب وتفادي خلق أزمات قد تؤثر سلبا على مصالح واستقرار دول المنطقة. وتبقى زيارة المبعوث الأممي وجامعة الدول العربية الأخضر الابراهيمي والتقائه رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة والتباحث حول الأزمة السورية الا دليل على مكانة الجزائر واعتراف بتجربتها الدبلوماسية في حل الأزمات وإحلال السلام في العالم. وتبقى القضية الصحراوية من أكبر الملفات التي ستعزز الأمن عبر الحدود حيث سيكون لاستقلال الصحراء الغربية وإقرار تقرير المصير قيمة مضافة للأمن والاستقرار عبر الحدود مع المساهمة في تعزيز برامج التنمية المستدامة التي ستخلق توازنا جهويا وتقوي العلاقات الإقليمية مع مختلف الدول. لقد منح الوقت الحق للجزائر في تعاملها مع مختلف القضايا وخاصة عل مستوى شمال إفريقيا والساحل وإفريقيا حيث كان الجميع يستغرب الهدوء في المواقف والدعوى للتصالح في الوقت الذي كان يروج الكثيرون لدبلوماسية السلاح والدم قبل أن ينقلب عليها السحر. وعليه فالجزائر التي عانت طيلة فترة الربيع العربي في التحسيس بالخلفيات الخطيرة والتبعات السلبية نجحت في الحفاظ على استقرارها وحدودها من كل المؤامرات، وأقنعت الكثيرين بضرورة الابتعاد على الجري وراء السراب وإتباع قنوات لا تحب الخير للدول والشعوب.