أكّدت أمس الخبيرة الأمريكية في الترميم والمحافظة على الآثار «جولي أنري»، أن الآثار الموجودة بمتحف سيرتا بقسنطينة، مهمة جدا في دراسة وكتابة تاريخ الجزائر، وحتى في تاريخ العالم، وهو ما يدعو إلى المحافظة عليها وترميمها دوريا بتقنيات مدروسة. وقالت «جولي أنري» في ندوة صحفية نظّمها متحف سيرتا في نهاية التربص الذي أشرفت عليه هذه الخبيرة، ومكّن مجموعة من المتربّصين من الاستفادة من التقنيات الحديثة لترميم الآثار، أنّها لمست من خلال موجودات المتحف حقائق كثيرة عن التاريخ والثقافة الجزائرية، ممّا جعلها تضع العديد من التحف قيد الدراسة ومتابعتها بعد ذلك من قبل الفريق الجزائري الموجود بعين المكان. واعتبرت هذه الخبيرة التي درست لسنوات طويلة في الجامعات والمخابر الأمريكية خاصة بولاية «تكساس»، أنّ فترة التربص هذه والتي مسّت المسكوكات النقدية للفترة النوميدية، هو جزء صغير ومهم جدا من العمل الكلي والذي سيشمل كل التحف، مؤكدة أنّ القطع النقدية لهذه الحقبة التاريخية جميلة وتحتاج إلى مشروع دراسة معمّقة، كما يجب رفع مستوى «الحفظ» لهذه القطع النقدية، على اعتبار أن كل قطعة تنفرد عن الأخرى، من حيث تقنيات معالجتها والمحافظة عليها. وأخيرا قالت «أنري» أنّها في مقابل التقنيات التي جاءت بها من أمريكا لتطبيقها على أرض الواقع في قسنطينة، فقد اعترض سبيلها أمورا أخرى ستحملها معها لأمريكا لوضعها قيد البحث والدراسة. من جهة أخرى، قالت السيدة «دحو كلثوم كيتوني» مديرة المتحف العمومي سيرتا، أنّ هذا التربص، والذي جاء تتويجا لاتفاقية بين وزارة الثقافة الجزائرية والسفارة الأمريكيةبالجزائر، سيمكّن المختصين من الاطلاع على أحدث التقنيات المستخدمة في الترميم والمحافظة على الآثار، كون دراسة هذه الأخيرة ستمكّننا من كتابة تاريخنا، على اعتبار أنّ الجزائر بوّابة كبرى للقارة الإفريقية. وذكرت السيدة «دحو» بأنّ ترميم المسكوكات للفترة النوميدية كمرحلة أولى لهذا التربص، سيكشف دون شك على حقائق تحملها هذه النقود، تكون مادة خاما لدراسة هذه الحقبة التاريخية، التي لازالت تتسم بالغموض في أغلب الأحيان. والجدير بالذكر أنّ التربص أفضى حتى الآن إلى ترميم 37 قطعة نقدية من الفترة النوميدية، كما تنتظر 19 ألف قطعة أخرى ومن عهود تاريخية مختلفة إخضاعها لعمليات الجرد والترميم وفق التقنيات الحديثة.