انطلقت أمس بالمسرح الجهوي كاتب ياسين بتيزي وزو، فعاليات الطبعة ال11 للأيام الوطنية ل»مسرح التعبير الامازيغي»، تكريما للمطربة القبائلية «جميلة» المعروفة على الساحة الفنية بجميلة القبائلية، وذلك تحت إشراف مديرية الثقافة للولاية و المسرح الجهوي كاتب ياسين والمجلس الشعبي الولائي بالتنسيق مع الجمعية الثقافية «أمزقون نجرجرة» من أيت بوادو. سطر المنظمون لهذه التظاهرة التي تدوم إلى غاية 21 من الشهر الجاري برنامجا ثريا تتخلله جملة من العروض المسرحية، بمشاركة العديد من الجمعيات الثقافية الناشطة عبر ربوع الوطن، على غرار جمعية «نوميديا» من مدينة وهران التي تشارك بعرض مسرحي يحمل عنوان «أقرولي» ناهيك عن جمعية «اسيرم» من مدينة بوزقان بمسرحية «تايري ثقا تماشيت» و«حسن امقاذ» و«زلاميت» و مسرحية «اكن اذادوكلن»، «يار ملمي». كما برمج للأيام الوطنية لمسرح التعبير الأمازيغي، سلسلة من المحاضرات والموائد المستديرة، تتناول «تاريخ المسرح الامازيغي ماضيه حاضره ومستقبله وكيفية تطويره»، إلى جانب تنظيم معرض خاص بصور الفنانة جميلة وغيرها من الأنشطة الفنية الأخرى، والتي يحتضنها بهو دار الثقافة مولود معمري، على أن يختتم هذا الحدث الثقافي بتقديم جوائز تشجيعية للفرق المشاركة. للإشارة «الأيام الوطنية للمسرح الامازيغي»، جاءت تكريما للفنانة جميلة أو «باشن جوهر»، وهي من مواليد 2 ماي 1930 بمرتفعات القبائل الكبرى، تحديدا بدائرة عزازقة، وقد كبرت في الجزائر العاصمة ببن عكنون، بوزريعة والجزائر الوسطى، غنّت عن الجزائر، الثورة، الحب، المرأة وغيرها من الأعمال الفنية الأخرى التي أثرت بها رصيدها الفني، كان لها الحظ أن التقت بالفنانة شابحة التي كانت السباقة لاكتشاف موهبتها في الفن، حيث اصطحبتها إلى الإذاعة الوطنية لتجرب أدائها الفني في إحدى الحصص الخاصة، وخلال العام 1951 استطاعت «جوهر باشن» أن تضيء سماء الأغنية القبائلية وتكتب اسمها بأحرف من ذهب في عالم الفن الجزائري الأصيل، وانطلقت مسيرتها بالإشراف على حصص إذاعية منها (النساء الماكثات بالبيت) وأخرى موجّهة لفئة الأطفال، وفي سنة 1953 بدأت في تأليف أغاني لقيت رواجا شعبيا كبيرا على غرار أغنية «ابحري سيوضاس إسلام» بمعنى «يا النسمة بلغيه سلامي»، كما ألفت أغنية أخرى خاصة بالقضية الجزائرية بعدما تأثرت كثيرا بالثورة التحريرية المظفرة تحمل عنوان «ثمورث لدزاير»، أي بمعنى «بلد الجزائر»، كما شاركت بعد الاستقلال في العديد من الأعمال السينمائية مثل «الكلونيل سي بلعيد» و«حافلة الأحلام سنة 1962»، إلى جانب «ريح الاوراس»، «الخارجون عن القانون»، وكانت هذه المرأة التي ضحت بالكثير من أجل الفن والموسيقى محور العديد من المحاضرات والتكريمات الفنية، وساندها الكثيرون ممن عرفوا قيمتها وقيمة العمل الفني الذي جسّدته في مسيرة طويلة امتدّت لأكثر من 60 عاما.