تتواصل فعاليات المهرجان الدولي للسينما بالجزائر العاصمة من خلال مواصلة العروض المختلفة التي تلقى إعجاب الجمهور، خاصة وأنّ الندوات الصحفية المبرمجة يوميا تزيد من مستوى المهرجان من خلال التطرق لمختلف جوانب الأفلام وحيثيات إنجازها، وقد وجد رجال الإعلام مثلما وقفت عليه «الشعب» أمس بقاعة الموقار مجالات واسعة للتعرف أكثر على واقع الفن السابع والاحتكاك بالمخرجين. وينتظر الجميع الفيلم الوثائقي «عذاب رهبان تيبحرين السبعة» لاكتشاف حقيقة اغتيال الرهبان من قبل الجماعات الدموية، حيث يسعى المخرجان مالك آيت عودية «سفيرين لابا» للتخلص من تلك الاتهامات الباطلة التي حاولت بعض الدوائر الفرنسية المتطرفة إلصاقها بالجيش الشعبي الوطني. ويتضمن الفيلم الوثائقي الذي يعرض في قاعة الموقار اليوم بدءا من الساعة الثالثة مساءا شهادات استثنائية لقادة الجماعات الإسلامية المسلحة ومسؤولين سامين في الجيش الوطني الشعبي وكذا أعضاء من الحكومة الفرنسية، حيث سيطّلع الجمهور على مراحل اختطاف رهبان تبحيرين واغتيالهم . ويعتبر آيت عودية صحفيا ومخرجا ومنتجا مهتما بشؤون العالم العربي والجزائر على وجه الخصوص مثلما ورد في النشرية التي أصدرتها وزارة الثقافة بمناسبة المهرجان، وسبق له أن أخرج مع «سيفرين لابا» فيلم الجزائر 1988-2000 تشريح مأساة وفيلم «أف 8969 الجزائر باريس قصة اختطاف سرية». وتستغل المخرجة «لابا» الحاصلة على دكتوراه في العلوم السياسية في رسالة حول الإسلاميين في الجزائر بحوثها لتشريح الواقع ومحاولة معالجة مختلف ظواهر العنف، بما فيها المتعلقة بالمجتمع الفرنسي عبر نظرة سينمائية محظى. ويأتي اختيار هذه الأفلام حسب محافظة المهرجان من أجل الدفاع عن الإنسان بغض النظر عن الحدود وإلى تكريس التنوع، حيث تضمّنت افتتاحية النشرية « تم انتقاء برنامج الفيلم الملتزم...الكثيرون هم من يعتقدون أن الالتزام في عالمنا المعاصر لم يعد كفيلا لإبقاء شعلة الإبداع وكذا نظرة المخرجين الثاقبة المتوهجة». وأضافت محافظة المهرجان: «إن خيار الأفلام التي تم انتقاءها ضمن برنامج طبعة 2013 للمهرجان كنتيجة حتمية لحصص من المشاهدة المتبوعة بنقاشات طويلة، بما أنّ الهدف بالنسبة لنا يكمن في اقتراح قائمة من المستوى العالي، حيث لا يطغى المضمون على النوعية السينمائية للفيلم، سيكتشف عشاق جل الأفلام التي تم اختيارها هذه السنة حديثة وبعضها يعرض لأول مرة». وبرز فيلم «ما وراء خطوط العدو» للمخرج لانتسوي سيروتي من جنوب إفريقيا، الذي تمّ عرضه في بداية المهرجان ضمن الأفلام الطويلة من خلال تطرقه لفترة التمييز العنصري الذي عاشته بلاد الراحل نيلسون مانديلا وهو الذي يعتبر تكريما غير مباشرا لشخصه، وعالج الفيلم تناقضات كبيرة حيث بطلة الفيلم «جوان» شابة بيضاء فضولية ومغمورة ومعزولة لا تعرف ما يحدث بجنوب إفريقيا في مجال التمييز العنصري ونضال السود لكبح تلك الظاهرة،حتى اهتزت حياتها على مناظر مروعة بعيدة كل البعد عن الإنسانية يقوم بها والديها وخطيبها حيث كانوا يعذبون ويقتلون السود، كما اكتشفت أن مربيتها السوداء تخفي ناشطا مصاب مناهض للعنصرية، وهذا حتى نهاية الفيلم الذي يعرف سوسبانس وتشويق كبيرين. كما تضمّن برنامج الأفلام عرض فيلم «فلسطين ستيريو» الذي يروي هجرة الشباب الفلسطيني الى كندا هروبا من جحيم الاحتلال، الذي يدمر ممتلكاتهم ويجبرهم على الهجرة في صورة إنسانية راقية، حيث حاول المخرج الغزاوي ولد رشيد مشهراوي وضع الأصبع على الجرح. وكان للصحراء الغربية نصيب من خلال الفيلم الوثائقي «الجهة الأخرى للجدار..ثائروا الصحراء الغربية» للمخرج دونيس فريسال من فرنسا، والذي يركّز فيه على نضال الشعب الصحراوي حاول من خلالها نقل معاناة الصحراويين المنقسمين الى جزئين بين الاحتلال المغربي واللجوء. وركّز على جدار العار الذي يصل طوله الى 2700 كم، مؤكدا بانه لم يفقد الصحراويين الأمل للالتقاء بعائلاتهم وذويهم يوما ما.