شهدت حملة التبرع بالدم التي أطلقها الهلال الأحمر الجزائري، بالتنسيق مع بعض المستشفيات الجامعية بالعاصمة على غرار مستشفى مصطفى باشا ومايو وزميرلي منذ ثلاثة أيام إقبالا كبيرا من قبل المواطنين الذين لم يترددوا في الالتحاق بعربات جمع الدم من أجل إنقاذ حياة المرضى، وسمحت العملية باكتشاف العديد من الأمراض بفضل عملية التبرع. تنقلت «الشعب» إلى مكان تواجد عربات جمع الدم بساحة البريد المركزي في آخر يوم من الحملة، حيث أكد لنا الأطباء على نجاح هذه المبادرة، بدليل جمع اكثر من 500 كيس خلال اليوم الأول والثاني في حين تم إحصاء 100 كيس دم في آخر يوم من الحملة خلال منتصف النهار وعملية التبرع لا تزال حسب المتطوعون مستمرة إلى غاية الدقيقة الأخيرة من انتهائها. وحسب محمد إسلام صولحي طبيب بالهلال الأحمر الجزائري فان مبادرة اطلاق حملة التبرع بالدم جاءت بعد تسجيل نقص كبير في كميات الدم المتوفرة بالمستشفيات العاصمية والتي لا تكفي لجميع المرضى الذين يلتحقون يوميا بهذه المراكز لا سيما بعض الزمرات التي لا نجدها بسهولة على غرار «بي سلبي» و»او سلبي» و « ا سلبي» وهو ما جعل هذه المنظمة الإنسانية بالاشتراك مع بلدية الجزائر الوسطى وبعض المراكز الاستشفائية تطلق مثل هذه الحملة التي لا تعد الأولى من نوعها بل سبقتها مبادرات أخرى تهدف إلى مساعدة المرضى وإنقاذهم. وعلى هذا الأساس وضعت اللجنة الطبية لائحة متكونة من بعض الأسئلة التي يجيب عنها كل يلتحق بعربات جمع الدم ويريدون التبرع بدمهم من أجل معرفة إذا كان الشخص المتبرع سليما ولا يعاني من بعض الأمراض المزمنة التي تعذر عليه القيام بالعملية على غرار ارتفاع الضغط الشرياني والسكري وأمراض القلب، ومن خلالها أيضا يتم الإجابة عن بعض الاستفسارات المتعلقة بمعرفة إذا ما كان الشخص قد تناول أدويته على الأقل خلال 10 أيام قبل الموعد حتى يكون دمه صافي من مختلف المواد الكيميائية. وأوضح المختصون في توعية الوافدين وإعطائهم المعلومات والتوضيحات أن عملية التبرع تتطلب عدم تجاوز سن الشخص المتطوع 65 سنة ولكن تشترط ان تمس العملية الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و65 بالإضافة إلى ضرورة الأكل الجيد قبل وبعد العملية من خلال تناول السكريات وبعض المأكولات التي تحتوي على البروتينات وبصفة عامة غذاء متكامل. من جهتها أفادت الدكتورة ليندة باشي طبيبة بمستشفى مصطفى باشا أن كل واحد من المتطوعين أدى دوره على أكمل وجه منذ انطلاق المبادرة ويعود الفضل في ذلك إلى الإقبال الكبير من قبل المواطنين الراغبين في إنقاذ حياة المرضى مؤكدة أن أدوات الحقن التي تستعمل لنزع الدم معقمة ولا تستدعي أي مخاوف وشكوك وتمت العملية أيضا على حد قولها في شفافية وأمام أعين المتطوعين. وتسعى الوكالة الوطنية للدم إلى تغطية مختلف احتياجات المرضى على مستوى المستشفيات بالعاصمة حيث ساهم المركز الاستشفائي بمجموعة من الأطباء والممرضين وعمال الاستقبال والإرشاد والتوجيه بالإضافة الى 10 أطباء تابعين للهلال الأحمر الجزائري سهروا على إنجاح حملة التبرع التي هي تحسيسية بدرجة كبيرة.