استوقفتني وأنا بأحد أجنحة المعرض الدولي للكتاب، ثرثرة مستفيضة لبعض الأصدقاء الكتاب الذين ”استراحوا” من هم الحديث عن هم الكتابة واستبدلوه بهم آخر أكثر إرهاقا وأشد وطأ على العقول، إنه الحديث عن السياسة تحدثنا عن الربيع العربي وعن محمد البوعزيزي ومحمد مرسي وكل ”المحاميد” التي أزعجت وما زالت تزعج الأنظمة المستبدة الظالمة وعلى رأس هؤلاء ” المحاميد ” سيد الأولين والآخرين محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم الذي أزعج برسالته السمحة الكفار والمشركين قدما ومن سار على نهجهم المظلم حديثا... تكلمنا عن حكومة ”عبد المالك سلال” ما لها وما عليها، وعن المجلس الشعبي الوطني وما شاب الإنتخابات التي أفرزته من تساؤلات... عرّجنا على زيارة الرئيس الفرنسي فرونسوا هولاند، المرتقبة إلى الجزائر وما يمكن أن تخرج به لصالح البلدين الصديقين اللدودين، وهل تحرجه السلطات الجزائرية بالطلب منه تقديم اعتذار رسمي للجزائر والجزائريين عن احتلالهم واستعمارهم لبلدنا الآمن الطيب، وهل تخرج الأسرة الثورية وتؤلب الشارع من أجل ذلك خاصة وأن الجمعية الوطنية الفرنسية لم تخجل حين سنت قانونا لتمجيد الإستعمار فكيف تخجل هذه الأسرة الممثلة للفئات الأكثر تضررا من هذا الإستعمار الغاشم حين تطالب بالإعتذار أم أن العكس هو الذي سيحدث ويطلب السيد هولاند، من الجزائر تعويض أو استرجاع ممتلكات المعمرين.... تكلّم بعضنا عن القوانين الجزائرية الخاصة بالإستثمار الوطني والأجنبي وضرورة تكييفها مع مقتضيات العصر وجعلها أكثر مرونة وتشجيعا على استقطاب أكبر قدر ممكن من رجال الأعمال... وكان لا بد أن نتحدث عن الأحزاب السياسية المنشأة حديثا وتوقفنا عند حركة زميلنا وصديقنا ”عبد العزيز غرمول” الروائي والكاتب المعروف ورأينا أنها تجربة واعدة يجب أن تشجع وتستقطب المبدعين الجزائرين عامة... تحدثنا كذلك عن حزب تجمع أمل الجزائر لصاحبه ”عمار غول” وزير الأشغال العمومية، فقال أحد الكتاب سيكون مصير غول وحزبه، مثل مصير السيد علي بن فليس، في انتخابات 2004 ولما طلبنا منه توضيح الأمر قال بعيدا عن الدهماء والغوغاء والإنتهازيين الذين التحقوا بالحزب طمعا في مكاسب آنية، فإن غالبية قواعد الأحزاب المنضوية تحت تكتل الجزائر الخضراء ترى أن غول قد استغل غطاءها للفوز بالإنتخابات وأنه خان الأمانة ولم يكن وفيا لهذا التكتل وأن الحظ لعب كذلك دوره حيث أنه استوزر في فترة تشييد الطريق السيار، هذا الطريق الذي برزت فيه عيوب كثيرة حتى قبل استلامه وتنقصه مرافق كثيرة من المفروض أن تتداركها الحكومة الحالية قبل أن يتحول الطريق السيار إلى غول، يلتهم مرتاديه وخلص صاحبنا حديثه بأن الفضل في سطوع نجم غول هو حركة مجتمع السلم وكان عليه البقاء وفيا لها... وانتهى بنا الحديث إلى ضرورة إعادة بعث اتحاد الكتاب الجزائريين وإرجاعه إلى الساحة الثقافية، تفعيله وجعله صورة عاكسة للحركة الأدبية الجزائري بعيدا عن أي تعصب أو تكتل...