لم يستبعد عبد العزيز بلخادم الأمين العام للهيئة التنفيذية لحزب جبهة التحرير الوطني »الافلان« لجوء المجلس الوطني الى عقد دورة طارئة لتزكية رئيس الجمهورية للاستحقاقات الرئاسية المقررة في الربيع المقبل، ودعا على لسان الهيئة التي تعقد دورتها اليوم وغدا رئيس الحزب مرشح التحالف الرئاسي وكتلة الأحرر للترشح الى عهدة ثالثة وتنصيب فريق عمل لإعداد استراتيجية لحملته الانتخابية. استغل المسؤول الأول على الحزب العتيد فرصة انعقاد أشغال الهيئة التنفيذية أمس بفندق الأوراسي للاعلان » دون مزايدة عن إدراج جزء من التعديلات التي اقترحها الحزب على أساس اثراء الخبراء في التعديلات الجزئية التي مست الدستور وصادق عليها نواب البرلمان يوم 12 نوفمبر الأخير«، الى رئيس الجمهورية قبل نحو عامين مذكرا بالمشككين في مسعى الحزب الى درجة اوهموا فيها بعدم اجراء تعديل الدستور في إشارة واضحة الى حزب التجمع الوطني الديمقراطي »الارندي« الذي ابدى استياءه من مبادرة »الأفلان« وقال بأن التعديل من صلاحيات رئيس الجمهورية دون سواه ولا يحق لأي تشكيلة القيام بأية مبادرة في هذا الشأن. وفي السياق ذاته ذكر بلخادم بأن كل الإجراءات والقرارات الشجاعة المتخذة من قبل رئيس الجمهورية والتي تطرق إليها مطولا الوزير الأول لدى عرضه مخطط العمل وفي رده على انشغالات النواب على اعتبار انها جعلت الجزائر في منأى عن الآثار الوخيمة للأزمة المالية على الأقل في الظرف الراهن، إتخذت في الوقت الذي كان يشرف فيه على تسيير الجهاز التنفيذي من ذلك رفع فتح البنوك الوطنية للرأسمال الأجنبي وعدم تبني مقترح انشاء الصناديق السيادية، مما يؤكد أن التسيير كان جيدا والانتقادات وجهت له آنذاك لم تكن موضوعية ومؤسسة. وقال بلخادم في كلام وجهه الى منافسه »الأرندي« بأن »عهد الخلاف والانشقاقات بين أبناء وبنات الجبهة قد ولى ونقول للباحثين عن الإثارة قد طوينا الصفحة التي كان البعض يتغذى منها الى غير رجعة« مضيفا »نحن بكل فخر واعتزاز فريق واحد وموحد متحد... حزبنا أكثر قوة واتحاد وتماسكا وارتباطا«، وإذا كان البعض يظن بأنه ومنذ المؤتمر الثامن مضى وقت كبير فإن بلخادم يعتبر أن ما تحقق شيئا كبيرا بالنظر الى الظروف التي عاشها الحزب لا سيما في سنتي 2003 و2004 معيدا الأسباب الى عدم تحمل البعض للحوار البناء وشعور البعض الآخر بالتهميش والإقصاء ويعود الفضل الى جهود المناضلين لانتخاب مكاتب القسمات في 45 محافظة وفي كلام وجهه لأعضاء الهيئة التنفيذية شدد على ضرورة حفاظ الحزب على مكانته الريادية. وبعدما أشار الى انضمام مئات المنتخبين المحليين وتعزز الكتلة النيابية بالمجلس الشعبي الوطني بنواب جدد فضلوا الالتحاق بصفوف الحزب العتيد أكد بلخادم بكل ثقة بأن »الافلان« سيبقى القوة السياسية مضيفا بأنه »ليس من المزايدين على أي كان، هذه حقيقة، مفضلا الكشف عن مبرراته بعد رفع جلسة الافتتاح. وبعيدا عن خطاب التهويل والتفاؤل المفرط حذر بلخادم من العواقت الوخيمة التي قد تطال الجزائر في حال استمرار الأزمة العالمية لفترة أطول مستندا في ذلك على خبرة الحزب في التسيير في إشارة الى ازمة 1986 حيث بلغ سعر البرميل 9 دولار فقط مما ترتب عنه توقيف المشاريع وويلات الاقتصاد الوطني، ومن هذا المنطلق قال انه لا بد من التسلح لمواجهة انعكاساتها وآثارها المالية من حيث ترشيد التسيير والتقشف في استخدام المال العام والبحث الدائم عن الآليات الكفيلة بمواجهتها. وعلاوة على التذكير بأن السنتين اللتين قضاهما بلخادم على رأس الحكومة وتحديدا من ماي 2006 الى نهاية جوان المنصرم، وبفضل قرارات رئيس الجمهورية التي وصفها الوزير الأول أمام نواب الشعب بالشجاعة المتخذة آنذاك يعود لها الفضل في هامش الوقت التي تتمتع به الجزائر حاليا، ومكنها من تفادي عواقب الأزمة في الظرف الراهن الا اذا طالت، اكد الأمين العام للهيئة التنفيذية »للأفلان« بأن الحزب واكب الحكومة التي عكفت على تفعيل عملية تطبيق النصوص واقامة حوار شفاف مع كافة الشركاء الاجتماعيين الذي توج بالتوقيع على عقد اقتصادي اجتماعي، بالإضافة الى توفير الشروط لتوفير مناخ ملائم لإطلاق مختلف النشاطات. ولدى تقييمه الجانب التنظيمي أوضح بلخادم بأن الاجتماع المنعقد في شهر نوفمبر الأخير الذي جمعه بأمناء المحافظات أكد بأن الهياكل الحزبية قد تعافت في معظم المحافظات وهي على أتم الأستعداد للقيام بالمهام المنوطة بها وتبقى الأهداف الرئيسية للقيادة حاليا متابعة استكمال هيكلة المحافظات المسيرة بلجان تقنية بسبب ترسبات الماضي، وعددها (9) ومتابعة تجسيد تعليمات قيادة الحزب وتفعيل هياكله لا سيما منها الخلية التي يتناسى آخرها وتفعيل دور القسمات في العمل الجواري، وفي هذا الشأن قال ذات المسؤول »حزبنا لا يمارس سياسة التربص للآخر وانما بمنطق العصر من خلال التفاعل مع المستجدات الوطنية والدولية، حزبنا لن يكون منغلقا ولن يفرط في ماضيه وتاريخه الحافل« في اشارة مجددا »للارندي« ويعتزم خوض حملة انتخابية نزيهة »لأنه حزب تلقى شهادة ميلاده من فوهة بندقية وليس من صالونات أو مقهى«. وشبه بلخادم المجلس الوطني الذي تنطلق اشغاله اليوم بالمؤتمر على اعتبار أنه يضم 550 عضو وسيدرس اوضاع الحزب ويتطرق الى الرئاسيات وقد يتم تنصيب فريق عمل لإعداد استراتيجية الحملة الانتخابية اذا ما وافق على مقترح بلخادم الذي دعا اعضاؤه الى توجيه دعوة لرئيس الجمهورية رئيس الحزب للترشح الى الرئاسيات لتأخذ بذلك طابعا رسميا لا سيما وأن القانون الأساسي والنظام الداخلي يقر صراحة بتزكية مرشح الحزب وقد يتم عقد دورة طارئة إن اقتضى الأمر للإعلان عنها. ------------------------------------------------------------------------