حسمت الكثير من التشكيلات السياسية في مواقفها من الرئاسيات القادمة وفي مقدمتها احزاب هيئة التحالف الرئاسي من خلال دعوتها رئيس الجمهورية بالترشح مجددا للمنصب، فيما فضلت احزابا اخرى مثلما هو الشأن بالنسبة لحزب العمال الذي ارجأ الإعلان عن مرشحه وكذا حركتي النهضة والاصلاح الوطني التي استقرت على التقدم بمرشح واحد في انتظار تشكيلات اخرى كالتجمع من اجل الثقافة والديمقراطية. اتضح المشهد السياسي عموما وتوجهات الاحزاب السياسية على وجه التحديد حيال رئاسيات ربيع 2009 بعد عقد اللقاءات التي كانت مبرمجة في جدول اعمالها من مجالس وطنية ومجالس الشورى وغيرها من الاجتماعات الدورية، وحتى بالنسبة للاحزاب التي فضلت اضفاء جو من »السوسبانس« فإن مواقفها باتت معروفة والاعلان عنها مسألة وقت فقط. وفيما يخص قيادة حزب جبهة التحرير الوطني فإن الامور اخذت طابعها الرسمي مطلع الاسبوع الجاري بإقرار لائحة سياسية دعا من خلالها المجلس الوطني المخول قانونا »المجاهد المناضل عبد العزيز بوتفليقة« للترشح الى عهدة رئاسية ثالثة، ولأن المجلس لن يعقد اجتماعا آخر الا في العام المقبل عشية المؤتمر التاسع فإنه فوض الهيئة التنفيذية لعقد اجتماع استثنائي لتزكية مرشح »الافلان« والتحالف الرئاسي بمجرد الاعلان رسميا عن ترشحه المرتقب في مارس المقبل. وقبل »الافلان« كانت قيادة حركة مجتمع السلم »حمس« قد ابقت دورة مجلس الشورى مفتوحة تحسبا لإعلان رئيس الجمهورية عن ترشحه للاستحقاق الانتخابي المقبل بعدما اعلنت خلالها عن خيارها المتمثل في تزكية الرئيس بوتفليقة وعدم نيتها في تقديم أو تزكية مرشح متحزب. وعلى الارجح فإن التجمع الوطني الديمقراطي »الارندي« سيعقد هو الاخر اجتماعا لتزكية مرشح التحالف الرئاسي بعد اعلانه رسميا عن الترشح المرتقب في نهاية فيفري حسبما صرح ابو جرة سلطاني رئيس »حمس« في غضون مارس حسبما جاء على لسان عبد العزيز بلخادم الامين العام للهيئة التنفيذية للافلان واذا كانت الامور واضحة ومحسومة بالنسبة لأحزاب هيئة التحالف الرئاسي التي استغلت فرصة انعقاد القمة التاسعة التي آلت خلالها رئاسة التحالف الى الافلان بعدما بقيت لمدة طويلة لدى »الارندي« لدعوة رئيس الجمهورية الى الترشح من اجل استكمال البرامج التنموية التي انطلق فيها منذ عشرية من الزمن، فإن احزابا اخرى فضلت التريث، فالأمينة العامة لحزب العمال وان صرحت بأن الكلمة الفصل تعود للجنة المركزية فانه يرتقب ان تتقدم مجددا لسباق الرئاسيات الى جانب المرشحين الآخرين منهم فوزي رباعين رئيس عهد 54 وموسى تواتي رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية الذي يعتزم خوض المعركة رغم الانقسامات الداخلية. ورغم ان حزب السعيد سعدي قدم موافقة مشروطة بحضور المراقبين الدوليين للمشاركة في الانتخابات الا ان الارجح انه لن يفوت هذه الفرصة على تشكيلته التي تراجعت كثيرا بسبب اعتماد قيادتها سياسة المقاطعة والإقصاء الذاتي . للإشارة فإن اقتراب موعد الرئاسيات جعل الاحزاب تكثف من نشاطها الميداني في محاولة منها للحفاظ على مواقعها او الحصول على موقع في الساحة السياسية واسترجاعها بالنسبة لتلك التي غابت عنها خلال الاعوام الاخيرة، ولأن الظرف الذي تأتي فيه الرئاسيات استثنائي بالنظر الى الأزمة المالية العالمية التي عصفت باقتصاد الدول فإن الرهانات والتحديات للرئيس الجديد ليست بالهينة. ------------------------------------------------------------------------