تؤمن المخرجة المسرحية "نبيلة إبراهيم" أن أب الفنون أكبر من أن يصنف إلى مسرح ذكوري وأخر نسوي، بل المسرح هو ذلك العالم من الإبداع الذي يناقش قضايا المجتمع ويدافع عنها، مؤكدة في هذا الحوار مع جريدة "الشعب"أن الجزائر قطعت أشواطا كبيرة في ترقية وتطوير هذا الفن، غير أن التحدي ما يزال قائما لإستعادة المسرح لمكانته الطبيعية وسط الفنون الأخرى غير أنها تتفاءل بمستقبل وغد أفضل بالنسبة لمهنة التمثيل عامة والتمثيل على خشبة المسرح خاصة. الشعب: من هي المخرجة نبيلة إبراهيم حتى يتمكن الجمهور من معرفتها أو تعزيز معرفته بهذه الفنانة ؟ ^^ نبيلة إبراهيم من بجاية متخرجة من المعهد العالي للفنون الدرامية درست 4 سنوات تمثيل مسرحي، وبعد ذلك أردت التخصص في الإخراج المسرحي فدرست سنتين تخصص إخراج، وقد ساهمت في أعمال مسرحية في المسرح الوطني مثل مسرحية "بيت برنادا البا" إخراج احمد خودي، مسرحية "البدلة البيضاء" إخراج عبد الكريم بيريبر، "تخريف ثنائي" إخراج أحمد خودي بهذه المسرحية تحصلت على أحسن دور نسوي في إطار المهرجان المسرح الأمازيغي 2013. لم يعرفني الجمهور من قبل لأنه لم تتسن لي الفرصة للظهور، وفي هذا الإطار أشكر كثيرا المسرح الجهوي لباتنة وكل من وثق في. ^ كيف عرف المسرح طريقه إليك؟ ^^ الحقيقة في طفولتي كنت أميل للفن كثيرا، كنت أطالع المسرحيات وكنت أقول في نفسي أريد أن أكون مختلفة وأول تجربة كانت لي في الابتدائي أعجبتني كثيرا وغمرني شعور غريب لم أعرفه من قبل، ولم أفهمه آنذاك لكن الآن فهمته أصبحت أطوق لشعور به ، لا أعرف كيف أفسر ذلك..حينما أكون فوق الخشبة فإني أنسى من أكون لست أنا"نبيلة ابراهيم" بل شخصية أخرى، و ذلك السحر على الخشبة لا يوصف بالكلمات فلساني يعجز عن ذلك. ^ المسرح النسوي في الجزائريين الواقع والآفاق؟ هل يمكن أن نتحدث عن إزدهار أم عن إنكسار؟ ^^ هناك مبادرات مشجعة وتتيح الفرصة لإظهار قدراتنا فالمسرح النسوي في إزدهار. ^ لديك مسار حافل مع التمثيل والإخراج كيف تنظرين إلى مستقبل المسرح في الجزائر بصفة عامة والنسوي بصفة خاصة ؟ ^^ مادام هناك من يسهرون على ترقية هذا الفن النبيل فاعتقد أن المستقبل سيكون في مستوى الآمال ولكن بمجهودات وإنتاج أكبر، والكثير من المسرحين يؤكدون الحالة غير المرضية للمسرح بالجزائر، ويحملون المسؤولية للجهات الرسمية خاصة فئة الشباب كوزارة الثقافة ومديريات الثقافة بالولاية والمسارح الجهوية...برأيك ألا ينقص هؤلاء الشباب الخبرة المسرحية، ألا ينقصهم قراءة الكتب المتعلقة بالمسرح، لماذا دوما نضع اللوم على المؤسسات ؟ فالخبرة لا تأتي دون فرص عمل وفي رأيي يجب على هذه المؤسسات أن تهتم بهم، وأن تشجعهم وإلا مات كل إبداع فيهم ومن جهة أخرى على الشباب المطالعة والمطالعة فهم المستقبل. ^ إيمانك بالبعد الإنساني وبالحرية هل يعرضك للإحراج والمشاكل .. وهل المسرح يمكن أن يكون حجر عثرة أمام الأنظمة المستبدة؟ ^^لا يعرضني لاي إحراج بالعكس بل افتخر واعتز بذلك، نعم المسرح يمكن أن يكون حجر عثرة أمام الأنظمة المستبدة من خلال معالجته لقضايا سياسية واجتماعية بطريقة تجعل الجمهور يعرف واقعه فيما بين السطور وهو ما يصعب العمل الرقابي. ^ هل المسرح النسوي يواجه مشاكل في التمويل والإنتاج وحتى العرض على المسارح لأنه فقط نسوي ؟ بمعنى آخر هل تواجه الممثلات المسرحيات والمخرجات المسرحيات مشاكل لأنهن إناث؟ ^^ لا أظن ذلك ليس هناك تميز لم أحس بذلك على أي حال فمواضيع المسرحيات هي التي تصنع الفارق بغض النظر عن المخرجين والممثلين. ^ ما الذي يغريك في تجربة الإخراج؟ وما طبيعة الإخراج الذي يشد اهتمامك؟ بعبارة أخرى أتفضل نبيلة إبراهيم أن تكون مخرجة مؤلفة أم مخرجة منفذة أم مخرجة معدة أم مخرجة مبدعة؟ الشيء الذي يغريني في الإخراج هو الذهاب إلى أبعد نقطة والغوص والتعمق وخاصة إعطاء الروح لمسرحية وذلك بتجسيدها ركحيا. وبالتالي أفضل أن أكون مخرجة مبدعة. ^ ما هي أخلاقيات المهنة المسرحية التي يجب أن يلتزم بها الفنان المسرحي ؟ ^^ الإحترام أن يكون إنساني وحساس وأن يكون قدوة ومثال يقتدي به المجتمع، لابد أن يلتزم بها من خلال تجسيد آهات وأفراح المجتمع فوق الركح وبحرية يجول بها بين الأفكار. ^ ما هي الإضافة التي منحتها خشبة المسرح لنبيلة الإنسانة؟ ^^ الثقة بالنفس والمغامرة والرغبة في الإبداع أكثر والتحدي. ^في مسرحيتك الأخيرة "الرهينة" نلاحظ وجود المرأة المضطهدة من المجتمع والرجل هل توافقين أن هناك انحياز كامل للمرأة ؟. ^^ لسوء الحظ هناك عينة من النساء يعيشن اضطهادا، ومحرومات من أدنى حق لهن، لا أظن أن هناك إنحياز كامل فالحمد لله. ^ أين تكمن أزمة المسرح برأيك، هل هي أزمة نص أم هي أزمة جمهور؟^^ في رأي أزمة المسرح تكمن في نقص النصوص الدرامية فالمسرح هو الذي يكون ويثقف الجمهور. ^ ما الذي يميز المسرح ولماذا عليه أن يستمر وهل سيأتي يوم يستغني فيه الناس عن حضور المسرح؟ ^^ لا أتمنى ذلك على أي حال لكن في نظري فإن المسرح الجزائري في تطور، والشيء الجميل هناك جيل جديد متعطش وطموح يتوق إلى رفع مستوى المسرح وإن شاء الله يكون في تطور دائم. ^ ما تعني الأشياء التالية للسيدة نبيلة؟ الوطن: مفخرتي وعزي فوالدي رحمه الله جاهد في سبيل هذا الوطن العزيز أحلام مستغانمي: مبدعة رائعة الحب: أمل يشدنا ويدعنا نستمر في مسارنا نحو الأمام(حب المسرح) المرأة الفنانة: متألقة وواثقة من نفسها (فارضة نفسها في مجتمعنا) ^ بالنسبة للمستقبل بماذا تحلمين ؟ أن تكون لي خبرة واسعة لأساهم في تطور المسرح، واترك بصمتي في المسرح الجزائري وأن أكون من بين الذين يسهرون على تطور هذا البلد العزيز.