إحياءً لليوم الوطني للمعاقين، نظمت أمس، جمعية تدعيم وترقية المعاقين بصريا وأبنائهم ندوة صحفية بفندق السفير لطرح انشغالاتها ومشاكلها. استهل الحديث رئيس الجمعية عبد الكريم عكوشي بالتطرق إلى جملة من المشاكل التي تتخبط فيها هذه الفئة، والتي عمقت من معاناتها اليومية، وقال عكوشي أنه من المؤسف أن يطرق أعضاء الجمعية أبواب السلطات المعنية، ولم تجد آذانا صاغية لوضع حد للوضعية التي تعيشها هذه الفئة. وقال عكوشي أن المكفوف يعاني بالخصوص من صعوبات من ناحية العلاج، فعندما يلتحق بأحد المستشفيات بسبب تعقيدات في جهازه البصري، يجد نفسه مدفوعا نحو العيادات الخاصة لإجراء الأشعة الخاصة بالعيون، فيضطر لعدم متابعة العلاج لظروفه المالية الصعبة خاصة إذا ما علمنا أن المنحة التي يتقضاها تقدر بثلاثة آلاف دينار شهريا. ودعا عكوشي السلطات المعنية إلى إيلاء اهتمام خاص بهذه الفئة بالنظر إلى الوضعية المأساوية التي آلت اليها، خاصة وأن أغلبهم يتدبر قوت يومه بما يجود به أهل البر والإحسان، ولن يتحقق ذلك حسب عكوشي إلا بإعطائها كافة حقوقها مثلها مثل باقي الأصحاء، في التعليم، الصحة والشغل. أما بوعاصم عضو في نقابة عمال المكفوفين التابعة للاتحاد العام للعمال الجزائريين سابقا وعضو في جمعية تدعيم وترقية المعاقين بصريا حاليا، فقد أرجع البؤس والحرمان وشظف العيش الذي آل اليه الكثير من المكفوفين في الجزائر إلى إغلاق وحدات صناعة الورش والمكانس المتواجدة عبر الوطن، والتي كانت تشغل ثلاثة آلاف مكفوف بأجرة شهرية، تحفظ كرامتهم وتلبي حاجيات عائلاتهم . وطالب بوعاصم الدولة لتحمل مسؤوليتها تجاههم ومنحهم المزيد من الرعاية بفتح هذه الوحدات، عن طريق إيجاد صيغة قانونية جديدة تضمن استمراريتها في السوق وبهذا الشكل وفقط يتم رفع الغبن الذي تعيشه هذه الفئة منذ سنوات طويلة. كما كشف ضيف لي فيصل مكلف بالتنظيم في جمعية تدعيم وترقية المعاقين بصريا أنه بهدف التعارف والتواصل بين المكفوفين تم إنشاء «السكايب» خاص بهم في 17 ديسمبر 2008، يعرف بملتقى البصائر، وقد سمح بالتخفيف من وطأة معاناتهم من خلال ادماج بعض المكفوفين في المجتمع عن طريق تمكينهم من مزاولة دراستهم بالمؤسسات التعليمية وكذلك حصولهم على وظائف تتناسب ونوعية إعاقتهم .