كشف وزير السياحة والصناعات التقليدية، محمد أمين حاج سعيد من بومرداس، عن استراتيجة جديدة للنهوض بالقطاع السياحي لجعل الجزائر وجهة سياحية مفضلة للسياح الأجانب، من خلال تشجيع الاستثمارات في الميدان، وإشراك كل الفاعلين للنهوض بالقطاع خاصة منهم الحرفيين الذين وصفهم» بجنود الهوية الوطنية» بالنظر إلى ما يقدمونه من إبداعات فنية في مجال الصناعة التقليدية التي لا يمكن بحسب الوزير ترقية السياحة بعيدا عن هذا المنتوج التقليدي. أماط وزير السياحة اللثام عن جملة من الإجراءات المتخذة من قبل وزارة السياحة لترقية القطاع وتشجيع السياحة الوطنية، أبرزها اتفاقيات التعاون الموقعة مع البنوك الوطنية منها اتفاقية أبرمت سنة 2012 مع عدد من البنوك العمومية لتمويل المشاريع السياحية هي «القرض الشعبي الجزائري، كناب بنك، البدر، بنك الفلاحة والتنمية الريفية، والجزائر للاستثمار» إضافة إلى اتفاقية جديدة مع خمسة بنوك خاصة هي «البركة كناب، تروست بنك، البنك الخليجي الجزائري، سوسيتي الجيريان، وسلامة بنك» مع الاستفادة من مزايا التسديد التي تصل إلى 12 سنة، وهو اكبر دليل يقول الوزير على ما تقوم به الوزارة لدعم قطاع السياحة، الذي بدأ يفرض نفسه كبديل اقتصادي بإمكانه خلق العديد من مناصب الشغل. ودعا بالمناسبة في رده على انشغالات المستثمرين الناشطين في المجال السياحي ببومرداس، خاصة ما تعلق بإشكالية الضغوطات المطبقة عليهم لتسديد القروض، إلى تجنب المعاملات الفردية مع البنوك، بل حثهم على ضرورة المرور عبر وزارة السياحة ومديرية الاستثمارات لمرافقتهم في الميدان من اجل الحصول على قروض بنكية لإنجاز مشاريعهم السياحية. وبهدف إعطاء دفع قوي للقطاع، كشف وزير السياحة من بومرداس عن صيغة جديدة أطلقتها وزارة السياحة تتعلق «بصيغة الإيجار عند الساكن» بناء على المنشور الوزاري المشترك، حيث أثبتت فعاليتها يقول الوزير بناء على دراسة أجريت بولاية بجاية أكدت أن اغلب العائلات الجزائرية تفضل كراء شقة لدى الخواص بدلا عن غرف في فندق، وهي صيغة بإمكانها توفير آلاف الأسرة دون أن تكون تابعات ضريبية لصاحب السكن على حد قوله. 51 مليار سنتيم لدعم 1500 مشروع سياحي تحدث وزير السياحة والصناعة التقليدية محمد أمين حاج سعيد بإسهاب امام الفاعلين في المجال السياحي في لقاء بدار البيئة لبومرداس، مؤكدا ان الوزارة أعطت الموافقة لدعم 1500 ملف استثماري بقيمة 51 مليار سنتيم منها 80 ملف لولاية بومرداس، وقد الح على ضرورة تطوير السياحة الداخلية بكل تنوعها، مركزا اكثر على السياحة الموسمية المرتبطة بموسم الاصطياف عبر الولايات الساحلية، وهنا كشف ايضا عن مشروع لإنجاز عدد من المخيمات العائلية ذات الخدمات العالية مصنفة من نجمة الى ثلاثة نجوم قد تكون البداية من بومرداس من اجل اعادة زرع ثقافة التخييم، والمشاركة في تقليص العجز المسجل في مجال الايواء والاستقبال، إضافة إلى وجود مبادرة هذه السنة لتخصيص فضاءات حرة للذين لا يرغبون في دفع تكاليف الاستجمام بالشواطئ المهيأة المستغلة من قبل الخواص. في الأخير دعا وزير السياحة كافة المستثمرين إلى أهمية إنشاء مشاريع مهيكلة تتماشى مع المحيط، وطبيعة النشاط الموسمي المسجل على مستوى الشواطئ كما تستجيب للشروط الايكولوجية وتحترم الخصوصية المحلية للمنطقة، وأعلن في نفس السياق عن وجود مشروع حكومي لإعادة بعث السياحة الجبلية قائلا «أن الجزائر أصبحت آمنة ومستقرة، وبالتالي حان الوقت لاستغلال المؤهلات السياحية التي تزخر بها كافة مناطق الوطن»، ولدى تطرقه إلى قطاع الصناعة التقليدية وانشغالات الحرفيين أكد الوزير «نحن بصدد تعديل القوانين المنظمة لصندوق دعم الصناعة التقليدية المقتصرة على الفنية فقط لتشمل باقي المنتجات الأخرى، مع تحويل اليوم الوطني للصناعة التقليدية إلى يوم وطني للحرفيين، اعترافا لهم على ما يقدمونه في الميدان وتشجيعهم على مزيد من الإبداعات».