يعقد سكان تيبازة آمالا كبيرة على المرحلة المقبلة لرفع الغبن المسلّط عليهم طيلة عقود من الزمن من حيث السكن، الشغل وصعوبة التنقل بفعل الازدحام وحالة الطرقات، ناهيك عن الشروع في إنجاز المشاريع الانمائية الضخمة الموعودة كأكبر ميناء متوسطي ما بين شرشال وتيبازة، وتوصيل خط السكة الحديدية من زرالدة إلى قوراية بغرب الولاية. فبخصوص وضعية السكن، أكّد العديد من سكان الولاية على أنّ الأمر يبقى عالقا بإضفاء مزيد من الليونة على القانون 08 \ 15 الذي لم يتجاوب معه هؤلاء طيلة الخمس سنوات الفارطة بالنظر إلى كون معظم السكنات المعنية بالتسوية لم يتم إدراجها بالقانون، ومن ثمّ فلم تستفد منه سوى فئة قليلة من السكان مع الاشارة الى كون المعنيين بالتسوية والذين أعدّوا ملفاتهم وقدّموها للجهات المعنية لا يزالون ينتظرون دقات ساعة الحقيقة للتسوية النهائية لوضعيات سكناتهم، ويتعلق الأمر هنا حسب إشارات العديد من العالقين ضحايا تعسف القانون السالف الذكر بالسكنات المشيّدة على أراض تعتبر فلاحية لدى مصالح مسح الاراضي، إلا أنّ الواقع يشهد بأنّها أراض لا يمكن بأيّ حال من الأحوال بأن تستغلّ زراعيا بالنظر الى معطيات عدة كطبيعتها الصخرية ومحاذاتها للمناطق العمرانية وغيرها، ومن ثمّ فإنّ العديد من سكان الولاية بمختلف بلدياتها لايزالون يترجّون إقدام السلطات العليا مستقبلا على عرض قانون آخر بهذه الصفة يأخذ في الحسبان الأراضي الفلاحية التي تثبت تقارير الخبرة صعوبة استغلالها لادراجها ضمن الاراضي المعنية بتسوية الوضعيات السكنية، وهو المقترح الذي بوسعه فتح آفاق جديدة لتذليل صعاب معضلة السكن بالولاية. وبالجهة الغربية للولاية، لاتزال معضلة الازدحام المروري بمنطقة شرشال تؤرق المارة والمقيمين على حد سواء، بحيث يضطر هؤلاء للمكوث لساعات طوال على امتداد المسلك العابر للمدينة مرورا بسيدي غيلاس قبل التنقل إلى الجهتين الغربية أو الشرقية للولاية. ويترقب هؤلاء من حين لآخر قرار الاعلان الرسمي عن الشروع في مشروع إنجاز انحراف الاجتنابي للمدينة من الناحية الجنوبية لفك الخناق عليها من جهة، وتمكين مستعملي الطريق من تجاوز عقبة الزحام والتنقل بسلاسة، مع الاشارة إلى أنّ ذات المعضلة أرغمت العديد من مستعملي الطريق ذاته على إلغاء سفرياتهم بالرغم من أهميتها بالنظر الى عدم قدرتهم على الصمود لفترة طويلة وسط موجة الزحام الشديدة وتحت أشعة الشمس الحارقة. ومن المرتقب بأن يساهم هذا المشروع الهام بالنسبة لسكان المنطقة الغربية في إعطاء نفس جديد للناحية من حيث دعم المشاريع التنموية المدرة للثروة، ودفع المشاريع السياحية التي يرتقب بأن تنعش الأنشطة التجارية المحلية و تردّ الاعتبار للصناعة التقليدية، وتضع حدا للبطالة المتفشية لاسيما في أوساط الشباب، كما يعقد سكان تلك المنطقة آمالا كبيرة على تحقيق مشروع توصيل خط السكك الحديدية الى غاية منطقة قوراية بالناحية الغربية في بادرة لابد منها لفك العزلة عن المنطقة، وربطها بمختلف المناطق الأخرى غير أنّ ذلك يبقى رهين قدرة مؤسسات الانجاز على تجسيد المشروع في آجال معقولة. وأضحى مشروع أكبر ميناء متوسطي بين مدينتي تيبازة وشرشال والمرتقب انجازه خلال المخطط الخماسي المقبل يشكل مادة إعلامية سلسة ما بين سكان الولاية منذ الاعلان عنه رسميا من طرف "سلال" بمناسبة زيارته التفقدية للولاية شهر مارس المنصرم، وما لفت انتباه هؤلاء تركيز وزير النقل عمار غول على المشروع ذاته خلال الحملة الانتخابية لصالح المترشح عبد العزيز بوتفليقة، مشيرا الى كونه يعتبر فعلا أكبر ميناء تجاري على مستوى البحر الأبيض المتوسط دون إهمال الجوانب الايجابية المرفقة والتي تتعلق على وجه الخصوص بالتشغيل ودعم قوي للحركية التجارية، لاسيما وأنّ المشروع يرتقب بأن يكون محطة بحرية هامة تستغلها مجمل البلدان المعنية بالطريق العابر للصحراء، والذي يرتقب استكماله بشطر مكمل ما بين تيبازة ووادجر في القريب العاجل في خطوة لابد منها لربط منطقة تيبازة بكل جهات الوطن بما في ذلك منطقة الصحراء، الأمر الذي يعتبره سكان منطقة تيبازة قفزة نوعية نحو غد أفضل ومستقبل زاهر.