يجري المنتخب الوطني عشية اليوم أول اختبار تحضيري جدي في طريقه إلى المونديال البرازيلي عندما يواجه نظيره الأرميني بمدينة سيون السويسرية بداية من الساعة (00 : 17) بتوقيت الجزائر، حيث سيجرّب الناخب الوطني وحيد هاليلوزيتش العناصر التي سوف يعتمد عليها بشكل أساسي في كأس العالم، وكذا الخطة التي سيلعب بها في اللقاء الأول أمام بلجيكا، خاصة وأنّ الأيام الماضية وخلال التربص الذي أجراه "الخضر" بسيدي موسى سمح للطاقم الفني الوقوف على امكانيات اللاعبين الحقيقية. وتنقّل الفريق الوطني يوم الخميس إلى سويسرا، وبالتّحديد إلى جنيف أين واصل التربص في جو هادئ بحضور كل اللاعبين بها فيهم غيلاس، الذي تدرّب لوحده نظرا لمعاناته من إصابة خفيفة قد تحرمه من مواجهة اليوم حسب آخر الأخبار الواردة من سويسرا، في حين أنّ بقية المجموعة تتدرّب بشكل موفّق وفي ظروف عادية منذ وصولها إلى سويسرا وسط تنظيم محكم من المسؤولين على الفريق الوطني، أين تمّ إيواء أعضاء "الخضر" في فندق "لاريزيرف" الذي يوفر كل وسائل الراحة والتركيز لزملاء سليماني في تحضيراتهم لهذه المباراة وبالتالي المونديال. وبرمج الطاقم الفني حصة تدريبية مساء اليوم في نفس توقيت مباراة اليوم، وهذا قبل التوجه صباح اليوم إلى مدينة سيون التي تبعد عن جنيف ب 160 كلم. وبدون شك، فإنّ الجمهور الجزائري ينتظر بشغف رؤية المباراة وأخذ صورة أولية عن التشكيلة التي ستخوض المونديال، أين يرتكز حديث الشارع الرياضي في الأيام الأخيرة عن اللاعبين الذين سوف يعتمد عليهم الكوتش وحيد، بالنظر للعمل الذي أقيم منذ بداية التربص. وسط الميدان..قوّة الفريق الوطني وعلى ضوء المعطيات الأخيرة، فإنّ الخطة التي سيلعب بها الفريق الوطني غير محددة بشكل نهائي بالنسبة للطاقم الفني الذي قد يجرّب خطتين مختلفتين، الأولى تعتمد على عدد أكبر من اللاعبين في الهجوم أي (4 - 3 - 3)، والثانية تركّز أغلب اللاعبين في الوسط (4 - 4 - 2). وبما أنّ الاجماع قد يكون بالنسبة لحراسة المرمى لدى الحارس مبولحي، نظرا للتجربة المعتبرة التي يحوزها، فإنّ بقية المناصب لم يتم البت فيها بشكل قاطع، ولو أنّ الدفاع قد يتشكّل اليوم من ماندي على اليمين وغولام على اليسار ووسط الدفاع قد يعود للثنائي بوقرة بلكالام، بالرغم من أنّ مجاني مرشّح لأخذ مكانه إلى جانب بوقرة. المهم أن هاليلوزيتش عليه اختيار الاسمين المعنيين بهذه المنطقة في أول لقاء تحضيري وليس في أول مباراة للمونديال لتجنب الوقوع في مشكل نقص الانسجام بالنظر لقوة الفريق البلجيكي في التوغل من وسط دفاع المنافس، كما أن وسط الميدان يضم لاعبين لهم امكانيات كبيرة، وعلى الطاقم الفني اختيار التكامل بين هذه العناصر، وبالتالي، فإن الكفّة قد تميل إلى المزج بين التجربة والشباب، وقد نجد كل من لحسن، بن طالب، تايدر وفغولي لتنشيط هذه المنطقة الحساسة من اللعب بإعادة الكرة والانطلاق نحو الهجوم، هذا الأخير سينشطه الثنائي سليماني سوداني، اللّذان لعبا موسما مميزا لهما في سبورتينغ لشبونة ودينامو زغرب. ومن جهة أخرى، فإنّ هاليلوزيتش قد يعطي الفرصة للاعبين آخرين على غرار جابو، الذي من المنتظر أن يقدّم فنياته وفعاليته للخط الهجومي كما سبق وأن قام به في مباراة سلوفينيا في مارس الماضي. مخيتاريان..قاطرة أرمينيا يمكن القول أنّ مباراة اليوم لها أهمية كبيرة في الخطة التحضيرية، وتقدم العديد من الأجوبة للطاقم الفني للمنتخب الوطني، واختيار أرمينيا جد مهم بالنظر للتطور الكبير الذي عرفه هذا الفريق في السنوات القليلة الأخيرة، أثبت وجوده في التصفيات الأوروبية للمونديال. والشيء المذهل أنّ هذا المنتخب الذي يشرف عليه المدرب السويسري بيرنار شالاند حقّق قفزة نوعية تاريخية في ترتيب الفيفا أين صعد في عام واحد من المركز 90 إلى المرتبة ال 33، الأمر الذي جعله يحتكر الأضواء وأصبحت المنتخبات تحاول التقرب من مسؤوليه للعب المقابلات الودية، أين سبق له وأن لعب أمام روسيا في مارس الماضي، أحد منافسي "الخضر" في المونديال البرازيلي. ويحمل المنتخب الأرميني في صفوفه أحد اللاعبين المهاريين من بين الأحسن على المستوى العالمي في الوقت الحالي، هنريك مخيتاريان، وهو صانع ألعاب نادي دورتموند الألماني. وستكون هذه المباراة محطة مميزة لتحضيرات الفريق الوطني قبل وضع كل الأمور الدقيقة في الطريق يوم 4 جوان خلال الاختبار التحضيري الأخير المقرّر بجنيف أمام منتخب رومانيا.