شكل موضوع''فرحات عباس وعالم الأفكار'' موضوع محاضرة نشطها نهاية الأسبوع الأستاذ حميد عبد القادر بالجاحظية، وذلك بحضور كوكبة من المثقفين والمهتمين بمجال التاريخ الجزائري.. أكد الأستاذ حميد عبد القادر أن فكرة تأليف كتاب حول شخصية تاريخية مثل فرحات عباس الذي صدر عن دار المعرفة للنشر سنة 2007 وحمل عنوان ''فرحات عباس رجل الجمهورية''، جاءت بعد تشجيع رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة من خلال إعادته الاعتبار لعدة شخصيات تعرضت للتهميش مثل ميصالي الحاج وغيرها من الشخصيات التي ساهمت في تحرير الجزائر، وجسدت مراحل قوية في الحياة السياسية الجزائرية، وتأكدت الفكرة يقول بعد مناقشة أحد كتاب الصحفيين الجدد في سنة 2002 كتاب حول الرئيس الراحل هواري بومدين. وحول شخصية فرحات عباس يقول حميد عبد القادر أن هذا الأخير تأثر إلى حد بعيد بأفكار الأمير خالد، كما اعتبره المحاضر شخصية مثقفة قابلة للتغيير والتجديد والدليل على ذلك انتقاله من الرجل الاندماجي إلى رجل يطالب بالفدرالية عن فرنسا، ليلتحق بعدها بجبهة التحرير الوطني، كما كان فرحات عباس يراجع مواقفه فكان يمارس النقد الذاتي على نفسه، مشيرا في حديثه إلى أن اعتراف فرحات عباس بأخطائه جعله مميز عن باقي الشخصيات المهمة في تلك الفترة. ويقول ذات المتحدث أنه انتهى الأمر بفرحات عباس إلى العزلة السياسية في أوت 1963 في الوقت الذي كان فيه رئيسا للمجلس التأسيسي، وذلك بعد رفضه للحكم السائد في تلك الفترة فاستنكر حكم الرئيس هواي بومدين الذي وصفه بالديكتاتوري، وذلك انطلاقا من اقتناعه بفكرة أن الثورة فجرها الشعب من أجل الشعب وليس من أجل شخص واحد، ويجب حسب فرحات أن تبقى في خدمة الشعب بكامله، وإلا غاب التوازن بين السلطات وساد التعسف بينهم، هذا ما جعل فرحات عباس محل انتقادات وتشويه ودخل إلى السجن كما تعرض للتهميش وأصبح شخصية غير مرغوب فيها. وفي الأخير دعا الأستاذ حميد عبد القادر إلى فصل التاريخ عن السياسة من خلال الاهتمام بمسار الشخصيات في حد ذاتها، والابتعاد عن تشويها لأغراض سياسية. للتذكير فقد قام حميد عبد القادر بتأليف عدة كتب وروايات نذكر منها ''عبان رمضان مرافقة من أجل الحقيقة''، ''حكايات مقهى مالاكوف الحزينة''، ''دروب التاريخ''، ''لذة القراءة''، ''نجيب محفوظ رائد الرواية العربية''، رواية ''مرايا الخوف''، ورواية''الانزلاق.'' ------------------------------------------------------------------------