"جمعية 11 ديسمبر 1960" عملت منذ إنشائها على بعث العديد من الشخصيات الوطنية التي كانت مغمورة، وإن هي عرفت تعرف من خلال أسمائها لا أعمالها ونضالاتها، أمثال المناضل الكبير حسين عسلة، والمجاهد الراحل الحسين لحول، وغيرهما من الشخصيات التي عملت الجمعية على إبرازها أو أولئك الذين هم مشروع أعمال، وقد صدر مؤخرا عن المجلس الإسلامي الأعلى كتاب خاص بحياة المناضل "الحسين لحول" تحت عنوان "المجاهد الراحل حسين لحول... شجاعة ونضال"، وهو عبارة عن شهادات ممن عرفوه واحتكوا به. كنت أتمنى لو أن الأستاذ محمد عباس، أو الأستاذ سيد علي عبد الحميد وضعا لهذا الكتاب مقدمة، إلا أن ما شهد به الأول والثاني كون للقارئ صورة متكاملة عن هذا المناضل الفذ. فالكتاب عبارة عن شهادات ومقدمة ليس لها علاقة بشخصية المشهود له، بل هي دعوة تحسيسية من قبل جمعية 11 ديسمير بأهمية التاريخ و"حرصا منها على المحافظة على رموز ثورة أول نومفبر 1954، تساهم في كتابة التاريخ الوطني كتابة صحيحة وموضوعية، عن طريق جمع الشهادات الصادقة من أفواه الذين عايشوا أحداث الثورة وشاركوا فيها"، هذا ما جاء في المقدمة المقتضبة باسم الجمعية. الشهادات التي تضمنها هذا الكتاب هي خمس شهادات، الأولى بقلم الأستاذ محمد عباس، ثم تأتي بعده شهادة المجاهد عبد الحكيم بن الشيخ الحسين، وشهادة المجاهد محمد الصالح بوسلامة، بالإضافة إلى شهادتي الأستاذين المجاهدين عبد الحميد مهري ومحمد العربي دماغ العتروس، والأستاذ سيد علي عبد الحميد الذي سجل شهادته باللغة الفرنسية مع شهادة شرقي إبراهيم والأستاذ عمار بن تومي، وجناس مسعود والمناضل عبد الرحمان كوان. استهل الأستاذ محمد عباس شهادته بالتعريف بلحول حسين "من هو لحول حسين؟" المولد، الدراسة اتصاله بمناضلي نجم شمال إفريقيا، الاعتقالات والسجون، المناصب التي احتلها في الحزب كمنصب الأمين العام للحزب، تحييده وتهميشه طوال الثورة، ثم حياته بعد الاستقلال الوطني. ونجد في موضوع الأستاذ عباس عناوين رئيسية هي: الوعي.. المبكر، الأفكار السوداء، الاتصال الأول بقيادة الحركة الوطنية، ظهور العلم الوطني، قصة طويلة مع السجون، الحبس الوقائي، قيادة من داخل السجن، "بوخنفالد" الجزائر، الصدفة في خدمة الشرطة، تهمة حاروا في تكييفها، أحلام في مستوى التاريخ، النضال على ثلاث جبهات، الثورة سنة 1948، أعراض الأزمة، العلاقة بين الحياديين والمركزيين، عشية الثورة. أما المجاهد عبد الحكيم بن الشيخ الحسين، فقد استهل شهادته بقصيدة وطنية للمناضل الحسين لحول والتي جاء فيها: أحب وطني وأريد الموت من أجله " أحب وطني وأريد العذاب في سبيله أحب وطني وبه يخفق قلبي أحب وطني وأريد أن أراه حرا لم أمت وقد رأيته حرّا بالفعل رحمتك يارب". وعرف المجاهد عبد الحكيم بن الشيخ الحسين، بالمناضل لحول الحسين ومسيرة نضاله بين المحتشدات والسجون والمنافي. أما الأستاذ محمد الصالح بوسلامة، فقد وقف بالقارئ عند جانب من حياة لحول حسين النضالية. الأستاذ عبد الحميد مهري، اختار لموضوعه حول المناضل لحول الحسين عنوان: "البطل الصامت". أما شهادة الأستاذ محمد العربي دماغ العتروس، فهي شهادة تم تسجيلها من خلال حوار أجراه مه الصحفي عبد الحكيم قماز. الكتاب من إنجاز "جمعية 11 ديسمبر 1960" ومن منشورات المجلس الإسلامي الأعلى وهو من القطع العادي ويحتوي بقسيمة العربي والفرنسي على 122 صفحة.