شهر رمضان الكريم هو شهر الرحمة والغفران، لكن كثير من التجار شحذوا سكاكينهم مبكرا برفع أسعار المواد الاستهلاكية الضرورية التي ألهبت جيوب العائلات قبل أيام قلائل على حلول الشهر الفضيل، ليضرب الغلاء بشكل فاحش جميع الأسواق. ولم تسلم سلعة إلا وزاد سعرها ،الأمر الذي أفقد السوق نكهتها على البائع والمشتري وبات النفور من السلع علامة فارقة. لقد عادت أجواء الغلاء وارتفاع الأسعار مباشرة مع أول الشهر الفضيل والتي مست أغلب المواد الأكثر استهلاكا وطلبا مثل التمور التي ناطحت أسعارها السحاب، فأضحت ممنوعة على موائد العائلات متوسطة الدخل والفقيرة في ظل قفز أسعرها إلى مستويات لا تطاق. حيث بلغ سعر الكيلو غرام الواحد من تمور دقلة نور 700 دينار جزائري، بالإضافة إلى أنواع أخرى التي لم تقل عن سابقاتها هذه الزيادات المفاجئة التي وجدها التجار فرصة للربح السريع على حساب مواطنين لا حليلة لهم كلما حل الشهر الفضيل في ظل غياب تام لمصالح مراقبة الجودة والأسعار والتي من شأنها تكثيف حملات المعاينة الميدانية للمحلات التجارية والأسواق الفوضوية وضبط التجاوزات والمشاكل الناجمة عن تصرفات التجار الانتهازيين والسماسرة الذين ينتشرون مرة واحدة في هذا الشهر من أجل تحقيق الربح السريع في ظل تحديد أسعار السلع على حساب أهوائهم تاركين المواطنين في حيرة من أمرهم. إنهم يطالبون الجهات المسؤولة بضرورة تجنيد وتنظيم حملات تحسيسية داخل الأسواق لتقديم إعذارات وإنذارات لمخالفي قواعد التجارة والدوس على القوانين، علما أن هناك من يعرض ويبيع مادة التمور على قارعة الطريق والتي تشكل خطرا على صحة الانسان سيما على مستوى الطرقات السريعة. في هذا السياق أوضح تاجر أن الفترة الحالية شهدت تزايدا في الطلب من المواطنين على أنواع محدودة ونوعية من التمور في الأسواق، حيث أن زيادة الطلب شكّلت ظاهرة تتكررسنويا عبر ارتفاع الأسعار الشامل والذي تشهده مختلف أسواق ولاية سيدي بلعباس، مؤكدين أن التمور هي التي عرفت زيادة في الطلب عليها. وأكد تاجر آخر أن بعض التجار الكبار من ضعاف النفوس والذين يتحكمون في أسواق الجملة هم وراء ارتفاع الأسعار لهذه المادة المرتبطة برمضان، مضيفا أن تجار التجزئة وصغار التجار والبائعين يعملون وفق ما يحدده تجار أسواق الجملة والذين يفرضون الأسعار لتجنب الخسارة عند بيع السلع للمواطن. ويبقي المواطن يتساءل عن أسباب الارتفاع الجنوني للأسعار في معظم الأسواق خصوصا أن بعض التجار يحرصون هذه الأيام على احتكار السلع وزيادة معاناة المواطنين، خاصة الفقراء وذوي الدخل المحدود.