يقف مقاومون من كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي إلى جانب بعضهم بعضا، على تخوم المناطق الشمالية في قطاع غزة بانتظار تقدم الآليات العسكرية الإسرائيلية. ويسعى هؤلاء المقاومون ويساندهم آخرون من كتائب شهداء الأقصى وألوية الناصر صلاح الدين وكتائب أبو علي مصطفى إلى صد أي تقدم للدبابات الإسرائيلية، فيما بدا أن هناك تنسيقا كبيرا بينهم للرد على أي حماقة من قبل الاحتلال، كما يصفونها. وما أن بدأت الدبابات الإسرائيلية بالتوغل في أطراف بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، بدأ المقاومون في الظهور في الشوارع الضيقة وفي منازل مهجورة ينتظرون ظهور فريستهم للنيل منها. وفي مشاهد من الوحدة الميدانية، كان قائد ميداني من كتائب القسام يعطي تعليماته لأفراد مجموعته فيما كانت المجموعات الأخرى من المقاومة تستمع لنصائحه وتعليماته وتنفذها، وتنصب هذه التعليمات والنصائح على ضرورة الانتشار في مناطق أخرى لحمايتها من أي عدوان إسرائيلي. وفي المقابل كان أطفال صغار السن ونساء يقدمون للمقاومين زجاجات من المياه ويفرقونها عليهم، فيما تسأل إحدى النساء المقاومين هل أحضر الطعام الآن، فأجابها أحدهم في الجنة سنأكل. ولم يفارق مقاتلو الفصائل أرض المعركة حتى خلال التهدئة التي استمرت لستة أشهر، لاعتقادهم الجازم بأن الاحتلال سيحاول الاقتحام في أي وقت. يقول مقاوم من كتائب القسام للجزيرة نت: نحن ننتظرهم بفارغ الصبر لنذيقهم ويلات ما يصنعوا بشعبنا. مشيراً إلى أن الاحتلال لم يقض على المقاومة. ولن يستطيع القضاء عليها مهما حاول ومهما فعل. وأضاف أبو مجاهد بينما يحمل جهاز اتصال محلي يطمئن على مجموعات الرباط في مناطق الحدود مع غزة: أن الوضع جيد ولن يستطيعوا تنفيذ عملية برية واسعة كما يدعون. سنفاجئهم في كل مكان وبإمكانياتنا المتواضعة. وأوضح أن قوات الاحتلال البرية توغل في مناطق مفتوحة ومكشوفة. وليس في مناطق سكنية حيث تنتظرهم المقاومة على الأرض، مشيراً إلى أن المقاومة ستدمر دبابات الاحتلال ولن تسمح له بالتقدم. أما أبو إسلام من سرايا القدس فتحدث عن خشية إسرائيلية للتقدم وهو ما يلمسه المقاومون على الأرض. مشيراً الى أن الاحتلال أوهن من أن يدخل برياً لغزة وأن يقتحم مساحات واسعة في القطاع. وتوقع أبو إسلام أن تبدأ المواجهات العنيفة مع الاحتلال حال تقدمت هذه الآليات. وأشار إلى أن كل المقاومة جاهزة رغم إمكانياتها البسيطة لتلقين العدو الصهيوني دروساً وليس درساً. وبجواره قال أبو سالم المقاوم في كتائب الشهيد أبو علي مصطفى التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: نحن جاهزون للرد بكل ما نملك. وأضاف للجزيرة نت: أنت تشاهدنا لسنا خائفين لكن الاحتلال وجنوده ومن يدعمونه خائفون عليهم. وينتظرون الفرصة للانقضاض على المقاومة ونحن كذلك