يتابع الشعب الجزائري تطور مستجدات القضية الفلسطينية، متمسكا بموقفه الثابت والراسخ، المناهض للجرائم الصهيونية والمستنكر للمجازر الإرهابية المرتبكة في حق الإنسانية بصفة عامة والشعوب العربية والإسلامية بصورة خاصة، فبالرغم من المسافة الشاسعة التي تفصل بين أبناء البلدين، إلا أن ذلك لم يمنع الشعب الجزائري من التعبير عن تضامنه مع أشقائه في فلسطين، بحيث كانت مظاهر التآزر والتآخي حاضرة وفي الموعد، فالجزائريون لم يفوتوا الفرصة لتلبية نداء القافلة التضامنية لجمع تبرعات الدم الموجهة لإغاثة الجرحى والمصابين في قطاع غزة جراء القصف والعدوان الإسرائيلي. شوارع العاصمة على غرار ساحة البريد المركزي، عرفت إقبالا مكثفا للمواطنين اللذين هبوا منذ الصباح الباكر نحو شاحنات جمع التبرعات بالدم، أين كانت طوابر المتبرعين متواصلة وحاشدة، والجميع ينتظر دوره برحب واسع، متيقن أن اضعف الإيمان هو التبرع بقطرة دم في سبيل نصرة القضية الفلسطينية والصمود في وجه الزحف الصهيوني، من جهة أخرى خرج مئات الشباب الجزائري والمواطنون في تجمعات شعبية منظمة ، تعبيرا عن غضبهم واستيائهم من الاغتصاب الكافر لحقوق الابرياء، بحيث انتفضت فعاليات سياسية ومجتمعية جزائرية في هبّة واسعة ردا على الجريمة التي يرتكبها الكيان بقطاع غزة، والتقت منظمات المجتمع المدني وجمعيات حقوقية في حتمية التحرك الفاعل عربيا وإسلاميا ودوليا، واستنهاض عزائم المجتمع العربي حتى يتم وضع حد لسلسلة الجرائم الدموية المرتكبة ضد الفلسطينيين العزل. ووسط استنفار رسمي وشعبي. مظاهر التضامن لم تتوقف عند هذا الحد حيث تم مؤخرا إرسال إعانة إنسانية عاجلة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة من المطار العسكري ببوفاريك (البليدة) إلى القاهرة (مصر) ، متمثلة في 61 طنا من المواد الغذائية و الأدوية لفائدة سكان غزة الخاضعين لقصف متواصل من الطيران العسكري الإسرائيلي . وجاءت هذه العملية بمبادرة من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي قرر من غرداية إقامة جسر جوي بين الجزائر و مصر لمساعدة الشعب الفلسطيني الذي يعيش ظرفا عصيبا ، قبل أن يأمر في مرحلة لاحقة بإرسال ثلاث طائرات أخرى محملة ب 60 طنا من المواد الغذائية و العتاد الطبي من مطار بوفاريك نحو القاهرة ، مما يؤكد أن الجزائر ستواصل دعمها و مساعدتها للشعب الفلسطيني و هي المساعدة التي يريدها رئيس الجمهورية مفتوحة غير محدودة بالنظر إلى حاجة الشعب الفلسطيني الماسة إليها. ------------------------------------------------------------------------