يعيش الشارع العربي والعالمي هذه الأيام حالة غضب وحزن وغليان وثوران شعبي جراء ما يتعرض له أشقاؤنا في قطاع غزةالفلسطيني من تقتيل جماعي تتاري من قبل الوحوش الإسرائيلية التي أطلقت العنان لطائرات إف 16 للقيام بجرائمها الشنعاء. مجزرة تضاف لسلسلة المجازر التي ارتكبها الكيان الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني في عام 1948 والتي حصدت ارواح الملايين من الضحايا على مرأى من العالم العربي . ''الحوار'' استطلعت آراء مجموعة من المثقفين والكتاب والممثلين فيما يتعلق بالمجازر التي يتعرض لها الأبرياء في غزة. زهور ونيسي: لكم في التضامن الجزائري قدوة يا قادة فلسطين استنكرت الأديبة الجزائرية ما يجري في قطاع غزة من تقتيل، وأبدت تأثرها الكبير لمنظر الجثث المشوهة والمفحمة للأطفال والنساء والرجال والشيوخ دون وجه حق، وقالت في حديثها لجريدة ''الحوار'' إن ذلك نتيجة طبيعية مادام الفلسطينيون لم يستطيعوا التفريق بين المقاومة والإرهاب، وأضافت أن الغرب حشروا المقاومة في خانة الإرهاب وهو خطأ كبير، وتساءلت ونيسي عما أصاب الأمة العربية أشاخت أم بها مرض، وأنا كمناضلة جزائرية حرة أرفض ما يتعرض له أشقاؤنا في غزة وأساند كل المناضلين داخل وخارج الأراضي الفلسطينية من أم صبري إلى أم جهاد، أما بالنسبة للشباب فمنهم من استساغ ربطة العنق والكراسي ومنهم من حمل على عاتقه هم المقاومة وجعلها نصب عينيه وقمة أولوياته، وتعود ونيسي لتؤكد ان العبرة تؤخذ من ثورة الجزائر، ثورة الأحرار الذين يقدمون حب الوطن على أي مصلحة شخصية، صحيح - تضيف ونيسي - أن الجزائر إبان محنتها عانت مثل هذه التصدعات لكن كبار القادة دائما يؤكدون أن الهم الأكبر هو تحرير بلدنا من براثن العدو المتربص بها وكان يقضى على المشكل في مهده وتخمد النار ويقضى على رمادها، لكن ما يمكن قوله اليوم أمام هذه المحرقة التي يعيش في خضمها الشعب الفلسطيني اليوم إن على الشرطة الفلسطينية أن تقدم استقالتها ولا مكان لها، كما تأسفت الأديبة عن تقاعس الأنظمة العربية وتواطؤ بعضها مع الكيان الصهيوني مثل ما حدث مع مصر والأردن، وما زاد الطين بلة الانقسام بين الأطراف الفلسطينية للأسف الشديد. محمد عجايمي: وأسفاه على فلسطين إنها تحترق على مرأى من أعيننا باستياء وبأسف وبحزن عميق رد الوجه التلفزيوني الكبير محمد عجايمي في تصريحه ل''الحوار'' عن مجزرة غزة قائلا إن مرجعية ذلك يعود إلى الانشقاقات التي تسبب فيها الفلسطينيون انفسهم والتي استغلها الصهاينة كنافذة مفتوحة على مصرعيها لارتكاب أشنع جريمة في تاريخ الإنسانية، من الجزائر وكمواطن غيور على وطني وعلى ديني وعلى الأمة العربية الإسلامية أندد وهو أضعف الإيمان بالجرائم التي ترتكبها إسرائيل. وأدعو الساسة الفلسطنيين من موقعي كفنان الى انتهاج سياسة العقل حتى يعاد للمقاومة الفلسطينية هيبتها التي ترهب بها عدو الله وعدوها، حتى يكونوا قوة واحدة بإمكانها مواجهة الكيان الإسرائلي. فوأسفاه على فلسطين إنها تحترق على مرأى أعيننا ولم نحرك ساكنا. إبراهيم سعدي: غياب الديمقراطية في البلدان العربية سبب موقفنا السلبي من القضية بنفس اللهجة المحرقة وصف الروائي الجزائري إبراهيم سعدي ما يجري الآن في غزة بالدناءة الخزية، إذ كيف يمارس على شعب أعزل كل هذه الوحشية وتتهاطل عليهم أسلحة الدمار الشامل والعرب في نوم عميق، وإني أطالع بكثب ما تتناقله وسائل الإعلام الجزائرية وفي الفضائيات العربية والدولية، وكل هذا ونحن نقف موقف المتفرج وهذه السلبية ليس فقط من جانب الأنظمة العربية بل أعاتب الشعوب العربية التي ليس لها فعالية لتعبر عن موقف إيجابي بصورة تجعلها تساهم في عملية تحريك حكامها وترغمهم على إبداء موقف إيجابي اتجاه القضية، ويرجع سعدي سبب ذلك إلى غياب الديمقراطية في الأقطار العربية بشكل يسمح لشعوبها أن تتحرك بكل حرية، ولنا في موقف الشعب اللبناني القدوة الحسنة علنا نحذو حذوها يوما لأن الديمقراطية لها دور فعال حتى نرهب الكيان الصهيوني الغاشم، لكن رغم مرارة ما حدث فشئنا أم أبينا علينا أن نعتبره شيء إيجابي حتى نغير من ذهنياتنا المتعفنة.